أنَّه قال: «الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ
إِلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ، احْرِصْ عَلَى
مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلاَ تَعْجَزْن، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ،
فَلاَ تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَذَا، كَانَ كَذَا وَكَذَا وَلَكِنْ قُلْ
قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ»
([1]).
فقد وجّه النبي صلى الله عليه وسلم إلى فعل الأسباب التي
تنفع العبد في دنياه وآخرته مما شرعه اللَّه تعالى لعباده مِنْ الأسباب الواجبة
والمستحبة والمباحة، ويكون العبد في حال فعله السبب مستعينا باللَّه، ليتم له سببه
وينفعه، لأَنَّ اللَّه تعالى هو الذي خلق السَّبَبَ والمُسَبِّبَ، والجمع بين فعل
السبب والتوكل على اللَّه توحيد، ثم نهى عَن العجز، وهو ترك فعل الأسباب النافعة،
وهو ضد الحرص على ما ينفع، فإذا حرص على ما ينفعه، وبذل السبب، ثم وقع خلاف ما أراد
أو أصابه ما يكره، فلا يقل: لو أني فعلت كذا، لكان كذا وكذا، لأَنَّ هذه الكلمة لا
تجدي شَيْئًا، وإِنَمَّا تفتح عمل الشيطان، وتبعث على التأسُّف ولوم القدر، وذلك
ينافي الصبر والرضى، والصبر واجب، والإيمان بالقدر فرض.
ثم أرشده النبي صلى الله عليه وسلم إلى اللفظ النافع المتضمن للإيمان بالقدر، وهو أَنْ يقول: «قَدَّرَ اللَّه وَمَا شَاء فَعَل»، لأَنَّ ما قدره اللَّه لابد أَنْ يكون، والواجب التسليم للمقدور، وما شاء اللَّه فعل، لأَنَّ أفعاله لا تصدر إلا عن حكمة.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2664).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد