×
اَلْإِرْشَاد إِلَى صَحِيحِ اَلْاَعَتَقَادُ

 وقال تعالى في سورة الفرقان: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱسۡجُدُواْۤ لِلرَّحۡمَٰنِ قَالُواْ وَمَا ٱلرَّحۡمَٰنُ [الفُرقان: 60].

فهؤلاء هم سلف الجهمية والأشاعرة في إنكار أسماء اللَّه وصفاته، وبئس السلف لبئس الخلف،  ﴿أَفَتَتَّخِذُونَهُۥ وَذُرِّيَّتَهُۥٓ أَوۡلِيَآءَ مِن دُونِي وَهُمۡ لَكُمۡ عَدُوُّۢۚ بِئۡسَ لِلظَّٰلِمِينَ بَدَلٗا [الكهف: 50].

أما الرُّسُل وأتباعهم -خصوصا خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام والذين اتبعوهم بإحسان- ، فهم يصفون اللَّه بما وصف به نفسه، وينفون عنه ما نفاه عن نفسه، وينكرون على مِنْ يخالف هذا المنهج.

فقد روى عبد الرزاق، عن معمر، عن طاووس، عن أبيه، عن ابن عباس: أَنَّهُ رَأَى رَجُلاً انْتَفض لما سَمِع حديثًا عَنْ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في الصفات استنكارًا لذلك، فقال: «مَا فَرَقُ هَؤُلاَءِ؟ يَجِدُونَ رِقَّة عِنْدَ مُحْكَمِهِ وَيَهْلَكُونَ عِنْدَ مُتَشابِهِهِ» ([1]).

يشير رضي الله عنه إلى أناسٍ يحضرون مجلسه مِنْ عامَّة الناس، بأنَّهم إذا سمعوا شَيْئًا مِنْ نصوص الصفات - وهي مِنْ المُحْكَم- ، حصل معهم فرق (أي: خَوْفٌ) وانتفضوا كالمنكرين لها، فهم كالذين قال اللَّه فيهم:  ﴿فَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمۡ زَيۡغٞ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَٰبَهَ مِنۡهُ ٱبۡتِغَآءَ ٱلۡفِتۡنَةِ وَٱبۡتِغَآءَ تَأۡوِيلِهِۦۖ [آل عِمرَان: 7] ، فيدعون المحكم ويتبعون المتشابه، ويؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض.

ونصوص الصَّفات مِنْ المُحكم لا مِنْ المتشابه، يقرؤها المسلمون ويتدارسونها ويفهمون معناها ولا ينكرون منها شَيْئًا.


الشرح

([1])  أخرجه: ابن أبي شيبة رقم (37902)، وابن أبي عاصم في السنة (485).