وأيضًا قال سبحانه: ﴿مَا زَاغَ
ٱلۡبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ﴾ [النّجْم: 17]
، والبصر مِنْ آلات الذات لا الروح، وأيضًا فإنَّه حمل على البراق، وهو دابة بيضاء
براقة لها لمعان، وإِنَمَّا يكون هذا للبدن لا للروح، لأنَّها لا تحتاج في حركتها
إلى مركب تركب عليه.
وقال آخرون: بل أُسري برسول اللَّه صلى
الله عليه وسلم بروحه لا بجسده، نقل هذا القول ابن إسحاق عن عائشة ومعاوية رضي
الله عنهما ، ونقل عن الحسن البصري نحوه.
وليس المراد بهذا القول أَنَّ الإسراء كان منامًا، بل
إِنَّ الروح ذاتها أسري بها، ففارقت الجسد، ثم عادت إليه... وهذا مِنْ خصائصه،
فإِنَّ غيره لا تنال ذات روحه الصعود الكامل إلى السماء إلا بعد الموت. والمراد
بالمنام أَنَّ ما يراه النائم قد يكون أمثالاً مضروبة للمعلوم في الصورة المحسوسة،
فيرى كأنَّه قد عرج به إلى السماء وذهب به إلى مكة، وروحه لم تصعد ولم تذهب،
وإِنَمَّا ملك الرؤيا ضرب له المثال، والفرق بين الأمرين واضح.
واستدل مَنْ قال: إِنَّ الإسراء كان بروحه لا بجسده، بما
جاء في رواية شريك بن أبي نمر، عن أنس: «ثُمَّ
اسْتَيْقَظْتُ، فَإِذَا أَنَا فِي الحِجْرِ» ([1]).
وقد أجيب عنه بجوابين:
أحدهما: أَنَّ هذا معدود مِنْ غلطات شريك، فقد غلط الحفاظ شريكا في ألفاظ مِنْ حديث الإسراء.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3888).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد