×
اَلْإِرْشَاد إِلَى صَحِيحِ اَلْاَعَتَقَادُ

وقد جاءت أحاديث تدل على أَنَّه في آخر الزمان تخرج نار مِنْ قعر عدن تَسُوق النَّاس إلى المَحْشَر.

منها الحديث الذي رواه أحمد ومسلم وأهل «السُّنَنِ»: «تَخْرُجُ نَارٌ مِنْ قَعْرِ عدن، تسوق - أو: تُحْشر- النَّاس، تَبِيتُ مَعَهُمْ حَيْثُ بَاتُوا، وتَقِيلُ مَعَهُمْ حَيْثُ قَالُوا».

ومنها حديث عبد اللَّه بن عمر رضي الله عنهما ، قال: قال رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم : «سَتَخْرُجُ نَارٌ مِنْ حَضْرَمَوْتَ، أَوْ - مِنْ نَحْوِ بَحْرِ حَضْرَمَوْتَ- قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ تَحْشُرُ النَّاسَ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهَِ، فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: «عَلَيْكُمْ بِالشَّامِ» ([1]).

قال السفاريني رحمه الله : «اختلف العلماء في حشر الناس مِنْ المشرق إلى المغرب، هل هو يوم القيامة أو قبله، فقال القرطبي والخطابي وصوبه القاضي عياض: إِنَّ هذا الحشر يكون قبل يوم القيامة. وأما الحشر مِنْ القبور، فهو على ما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا، كما في «الصحيح» وغيرهما: «إِنَّكُمْ تُحْشَرُونَ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلاً....» ([2]).

إلى أَنْ قال: «وانتصر القاضي عياض لقول الخطابي والقرطبي بأَنَّ حديث أبي هريرة: «تَقِيل معهم... وتَبِيتُ... وتُصْبِح... وتُمسِي»: يؤيد أَنَّ الحشر في الدنيا إلى الشام، لأَنَّ هذه الأوصاف مختصة بالدنيا».

وقال أيضًا: «ذكر القرطبي في «تَذْكِرَتِهِ»: أَنَّ الحشر أربع: حشران في الدنيا، وحشران في الآخرة. فاللذان في الدنيا:


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (2217).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (6526)، ومسلم رقم (2860).