والنَّجَاشِيُّ
مَلِكُ الحَبَشَةِ النَّصَارَى، فهُو اسمُ جِنْسٍ، لا اسْمُ عَلَمٍ.
كَانَت الصَّابِئَة إلاَّ قَلِيلاً مِنْهُم إذْ ذَاكَ عَلَى الشِّرْك
وعُلَمَاؤُهم الفَلاَسِفَة، وإنْ كَانَ الصَّابِئ قَدْ لاَ يكُونُ مُشرِكًا، بلْ
مُؤمِنًا باللهِ واليَوْم الآخِرِ؛ كَمَا قَالَ تعَالَى:﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلنَّصَٰرَىٰ وَٱلصَّٰبِِٔينَ
مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَلَهُمۡ
أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ﴾ [البقرة:
62]،﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلصَّٰبُِٔونَ وَٱلنَّصَٰرَىٰ
مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَلَا خَوۡفٌ
عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ﴾ [المائدة: 69].
****
يُقالُ لَه: هِرَقْل، ومَنْ مَلَكَ
الحَبَشَةَ يُقالُ لَه: النَّجَاشيُّ، ومَنْ مَلَكَ مِصْرَ يُقالُ لَه: فِرْعَونُ.
فهَذِه الألْقَابُ اسمُ جِنْس ولَيْسَت عَلَمًا عَلَى شَخْصٍ مُعَيَّنٍ.
الصَّابِئَة عَلَى قِسْمَيْنِ:
قِسْم مُوحِّدُونَ: وهُم المَذْكُورُونَ في قَوْلِه:
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلنَّصَٰرَىٰ وَٱلصَّٰبِِٔينَ
مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَلَهُمۡ
أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ﴾ [البقرة: 62]،
فذَكَرَهُم اللهُ في أهْلِ المِلَل، فهَؤُلاَءِ صَابِئَة مُوحِّدُونَ.
وقِسْم مُشرِكُونَ: وهُمْ جَمَاعَة النَّمْرُود الَّذِينَ يَعْبدُونَ
الكَوَاكِبَ.
الفَلاسِفَةُ ليْسُوا عُلَمَاء وَحْي؛ لأنَّهُم لَيْسَ عِنْدَهُم كِتَاب
ولاَ رُسُلٌ، وإنَّما يعْتَمِدُونَ عَلَى عُقُولِهِم وعَلَى حِكْمَتِهِم -كَمَا
يزْعُمُونَ-.
دلَّ هَذَا عَلَى أنَّ هُنَاكَ مِنَ الصَّابِئَةِ مَنْ هُمْ أهْلُ الإيمَانِ، وأمَّا الصَّابِئَة المُشْرِكُونَ، فهُمْ يَعْبُدُونَ غَيْرَ اللهِ.
الصفحة 1 / 226
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد