·
التوحيدُ
ثلاثةُ أنواع:
النوع
الأول: توحيدُ الرُّبوبية، أن يعرف العبد ربه، وأنه هو
الذي خلقه ورزقه وأحياه ويميته ويدبر أمره، فهذا هو توحيد الربوبية الذي يعترف كل
أحد أنه لا شريك لله في ذلك، والآيات في هذا كثيرة.
النوع
الثاني: توحيدُ الإلهية، وهو إفرادُ اللهِ تعالى
بالعبادة، فلا يُعبَدُ غيرُه، ولا يُدعَى سواه، ولا يُستغَاثُ ولا يُستعَانُ إلاَّ
به فيما لا يَقْدِرُ عليه إلا هو، ولا يُنذَرُ ولا يُذْبَحُ ولا يُنحَرُ إلاَّ له،
قال اللهُ تعالى: ﴿قُلۡ إِنَّ
صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحۡيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ١٦٢لَا
شَرِيكَ لَهُۥۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرۡتُ وَأَنَا۠ أَوَّلُ ٱلۡمُسۡلِمِينَ ١٦٣﴾ [الأنعام: 162- 163]. وهذا أَقرَّ به المؤمنون
المُوحِّدون وجَحَدَه المُشْركون.
النوع
الثالث: توحيدُ الأسماءِ والصِّفات، هو داخلٌ في النوعِ الأول،
وهو: وصْفُ اللهِ تعالى وتسميتُه بما وصَفَ وسمَّى به نفسَه، وبما وصَفَه وسمَّاه
به رسولُه صلى الله عليه وسلم في الأحاديثِ الصحيحة، وإثباتُ ذلك له من غيرِ
تشبيهٍ ولا تمثيلٍ ومن غيرِ تأويلٍ ولا تَعْطيل: ﴿لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ﴾ [الشورى: 11].
«فَإِنْ اعْتَرَفَ الْعَبْدُ أَنَّ
اللهَ رَبُّهُ وَخَالِقُهُ؛ وَأَنَّهُ مُفْتَقِرٌ إلَيْهِ..»:
هذا توحيدُ الربوبية، وهو ضَروري، والإنسانُ مُعترِفٌ به ضَرورة، كلُّ الخَلْقِ
مُعترِفون به، أمَّا توحيدُ الألوهيةِ فإنَّ من الناسِ من اعترفَ به وأقامَه وهم
الرسلُ وأتباعُهم، ومن الناسِ من يأتي ببعضِ أنواعِ العبادةِ ويُشركُ بأنواعٍ أخرى
من العِبادة، وهم المشركون.
الصفحة 1 / 397