ونظائر ذَلِك مِمَّا يفرّق الله فِيهِ بَين أهل
الْحق وَالْبَاطِل، وَأهل الطَّاعَة وأهل الْمَعْصِيَة، وَأهل الْبر وأهل الفجور،
وَأهل الْهدى والضلال، وَأهل الغي والرشاد وَأهل الصدْق وَالْكذب.
نتيجة
ما سبق:
فَمن شهد
«الْحَقِيقَة الكونية» دون «الدِّينِيَّة» سوّى بَين هَذِه الأجناس الْمُخْتَلفَة
الَّتِي فرّق الله بَينهَا غَايَة التَّفْرِيق، حَتَّى يؤول بِهِ الأمر إِلَى أَن
يسوّي الله بالأَْصْنَام، كَمَا قَالَ تَعَالَى عَنْهُم: ﴿تَٱللَّهِ
إِن كُنَّا لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ ٩٧إِذۡ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٩٨﴾ [الشعراء: 97-
98].
****
«وقال تعالى: ﴿لَا يَسۡتَوِيٓ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِ وَأَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِۚ
أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِ هُمُ ٱلۡفَآئِزُونَ﴾ [الحشر: 20]
»: كذلك لا يَستوِي أصحابُ النارِ وهم الكفارُ المشركون،
وأصحابُ الجنةِ من المؤمنين المتقين، هؤلاء في نعيم، وهؤلاء في جَحِيم، واللهُ لم
يُسَوِّ بينهم ففي هذه الآياتِ أنه لو كان القضاءُ والقدَرُ حُجَّةً على الكفرِ
والمعاصي لسَوَّى اللهُ بينَهم في الآخرةِ وصاروا كلُّهم في الجَنة.
«ونظائر ذلك مما يفرق الله فيه بين
أهل الحق والباطل..»: كُلُّ هذا وَاقعٌ وكُلُّ هذا حَق،
فاللهُ لا يُسوِّي بينَ المُتَضَادَّات والمُخْتلَفات، لا يَليقُ بحِكمتِه سُبحانه
وبعدلِه أن يجعلَ الكافرَ مثلَ المؤمنِ في الجزاءِ يومَ القيامة، ولا يَليقُ
بحكمتِه وبعَدْلِه سُبحانه أن يُسَوِّي بَينَهم في المَودَّةِ والقَدَرِ والمكانةِ
في الدُّنيا. فلو كانَ للكفارِ حُجَّةٌ على كُفرِهم بالقضاءِ والقَدَرِ لمَّا
فرَّقَ اللهُ بينَهم وبينَ المؤمنين.
الصفحة 1 / 397