شُروطُ صِحَّة العِبادة:
****
وَالعِبَادَة
وَالطَّاعَة والاستقامة وَلُزُوم الصِّرَاط المُسْتَقيم وَنَحْو ذَلِك من
الأَسْمَاء مقصودها وَاحِد، وَلها أصلان: «أَحدهمَا»: أَلاَ يعبد إِلاَّ الله.
****
قولُهُ: «والعِبادَة والطَّاعَة والاسْتقامَة ولُزوم الصِّراط المُستَقِيم»،
هَذه كُلُّها أُمور مَطلوبَةٌ، وَلكن مَتى تَحصُل؟ تَحصُل إذا اتُّخِذَت
أسْبَابُها.
وهِي
الاسْتقَامَة والطَّاعَة وسُلوك الصِّراط المُستَقيم، والعِبادَة والدِّين كُلُّ
مِنهُما يَنبَني عَلى أصْلَين، إِن حقَقَّت الأصْلَين تَحقَّق لَك ما تُريد، وإِن
لَم تُحقِّق الأصْلين لَم يَتحَقَّق لَك شَيءٌ، والأصْلان هُما:
الأوَّل:
الإخْلاص للهِ عز وجل فِي القَصد والنِّيَّة، فلاَ يَكون فِي عَملكَ شِركٌ أَو
قَصدٌ وَتوجُهٌ لِغير اللهِ سُبحانَه.
الثَّاني:
المُتابَعة لِلرَّسول صلى الله عليه وسلم، قَال تَعالى: ﴿بَلَىٰۚ مَنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ وَهُوَ
مُحۡسِنٞ فَلَهُۥٓ أَجۡرُهُۥ عِندَ رَبِّهِۦ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ
يَحۡزَنُونَ﴾ [البقرة: 112]، فَقَوْله:
﴿أَسۡلَمَ
وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ﴾؛ أي:
أخْلَص عَمَله للهِ مِن الشِّرك، ﴿وَهُوَ مُحۡسِنٞ﴾،
أي: وَهُو مُتَّبعٌ لِسنَّة الرَّسُول صلى الله عليه وسلم.
مَن جَمَع بَين الشَّرطينِ، فَإنَّه يَحصُل عَلى هَذه النَّتيجَة، وَله أَجرُه عِند رَبِّه، وَمن أَخلَّ بِهذينِ الشَّرطينِ أو بِأحدِهما؛ فَلن يَتحقَّق لَه هَذا الوَعدُ مِن الله سبحانه وتعالى.
الصفحة 1 / 397