وَيُخْبِرُ بِمَا يُحِبُّ الله التَّصْدِيقَ بِهِ؛
فَمَنْ كَانَ مُحِبًّا للهِ، لَزِمَ أَنْ يَتَّبِعَ الرَّسُولَ، فَيُصَدِّقَهُ
فِيمَا أَخْبَرَ، وَيُطِيعَهُ فِيمَا أَمَرَ، وَيَتَأَسَّى بِهِ فِيمَا فَعَلَ،
وَمَنْ فَعَلَ هَذَا، فَقَدْ فَعَلَ مَا يُحِبُّهُ اللهُ؛ فَيُحِبُّهُ الله.
****
وإنَّما
هو كلُّه لله؛ قال تعالى: ﴿قُلۡ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحۡيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ
رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ١٦٢لَا شَرِيكَ لَهُۥۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرۡتُ وَأَنَا۠ أَوَّلُ
ٱلۡمُسۡلِمِينَ ١٦٣﴾ [الأنعام:
162- 163].
فالرَّسول
صلى الله عليه وسلم مَعْصُومٌ فِيمَا يُبَلِّغُهُ عن الله، ﴿وَمَا يَنطِقُ
عَنِ ٱلۡهَوَىٰٓ ٣إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡيٞ يُوحَىٰ ٤﴾
[النجم: 3- 4]، أمَّا غَيْرُ الرَّسول صلى الله عليه وسلم فيمكن أن يأمر بِغَيْرِ
ما يأمر الله به، وَيَنْهَى عن غَيْرِ ما نهى الله عنه، ويكون هذا لِغَرَضٍ من
أغراضه ولشهوةٍ من شهواته، أمَّا الرَّسول فهو مَعْصُومٌ من ذلك، «ولا يخبر إلاَّ بما يُحِبُّ الله التَّصديق
به».
علامات
محبة الرسول صلى الله عليه وسلم:
الأولى:
«فَمَنْ كَانَ مُحِبًّا لله، لَزِمَ أن
يتَّبع الرَّسول؛ فيصدِّقَهُ فِيمَا أَخْبَرَ»: فقد أَخْبَرَ صلى الله عليه
وسلم عن أُمُورٍ غَائِبَةٍ في الماضي والمستقبل؛ فلا بُدَّ أن يُصَدِّقَ ذلك؛
لأنَّه لا يَنْطِقُ عن الهَوَى؛ إن هو إلاَّ وَحْيٌ يُوحَى؛ فالَّذي يُشَكِّكُ في
أَخْبَارِ الرَّسول صلى الله عليه وسلم الثَّابتة كَافِرٌ بالله عز وجل.
الثانية:
«ويطيعه فيما أمر»: يُطِيعُ الرَّسول
صلى الله عليه وسلم فيما أَمَرَ به، لأنَّه لا يَأْمُرُ إلاَّ بما أَمَرَ اللهُ
به.
الثالثة:
«ويتأسَّى به فيما فَعَلَ»: قال
تَعَالَى: ﴿لَّقَدۡ
كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ﴾
[الأحزاب: 21]؛ أَيْ: قُدْوَةً؛ فَهُوَ القُدْوَةُ صلى الله عليه وسلم.
الرابعة:
أن لا يَعْبُدَ اللهَ إلاَّ بما شَرَعَهُ الرَّسول صلى الله عليه وسلم
فَيَجْتَنِبَ البِدَعَ والمُحْدَثَاتِ في العبادة.