ليس له منها إلاَّ ما قدَّم، وأمَّا ما أَخَّرَ
فهو للوَرَثَة، وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم: «يَقُولُ ابْنُ آدَمَ مَالِي مَالِي - قَالَ - وَهَلْ لَكَ يَا ابْنَ
آدَمَ مِنْ مَالِكَ إِلاَّ مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ، أَوْ لَبِسْتَ
فَأَبْلَيْتَ، أَوْ تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيْتَ» ([1]).
وما عدا ذلك فهو تَارِكُهُ.
قوله:
«إِلا مَا كَانَ لله» أي: إلاَّ ما
استغلَّ من الدُّنيا في طاعة الله؛ فإنَّه هو الَّذي يَبْقَى له، وليس ملعونًا.
·
ضابط ما
كان لله:
قوله: «وَلا يكون لله إِلا مَا أحبه الله وَرَسُوله وَهُوَ المَشْرُوع»: فلا يصل إلى الله، ولا يقبل الله إلاَّ ما كان خالصًا لوجهه؛ قال تعالى: ﴿وَجَعَلُواْ لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ ٱلۡحَرۡثِ وَٱلۡأَنۡعَٰمِ نَصِيبٗا فَقَالُواْ هَٰذَا لِلَّهِ بِزَعۡمِهِمۡ وَهَٰذَا لِشُرَكَآئِنَاۖ فَمَا كَانَ لِشُرَكَآئِهِمۡ فَلَا يَصِلُ إِلَى ٱللَّهِۖ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَىٰ شُرَكَآئِهِمۡۗ سَآءَ مَا يَحۡكُمُونَ﴾ [الأنعام: 136]، فالله لا يقبل إلاَّ ما كان خالصًا له سبحانه وتعالى وكان على وَفْقِ ما شرعه الله، أمَّا أن تجعل شيئًا لله والله لم يشرِّعه ولم يأمرك به، فإنَّه لا يَصِلُ إلى الله سبحانه وتعالى.
الصفحة 1 / 397