×
شرح كتاب العبودية

الأدلة على شروط قبول العمل

****

فَلاَ بُدَّ مِنَ الْعَمَل الصَّالح، وَهُوَ الْوَاجِب وَالْمُسْتَحبُّ، وَلاَ بُدَّ أَن يكون خَالِصًا لوجه الله تَعَالَى، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿بَلَىٰۚ مَنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ وَهُوَ مُحۡسِنٞ فَلَهُۥٓ أَجۡرُهُۥ عِندَ رَبِّهِۦ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ [البقرة: 112] وَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا، فَهُوَ رَدٌّ» ([1]).

****

 كان وَفْقَ السُّنَّة، أمَّا إن كان على خِلافِ السُّنَّةِ، فهو فَاسِدٌ.

الشرط الثاني: أن يكون خالصًا لوجه الله سبحانه وتعالى: ﴿وَلَا يُشۡرِكۡ بِعِبَادَةِ رَبِّهِۦٓ أَحَدَۢا [الكهف: 110]؛ لأنَّ الإنسان قد يعمل أعمالاً صالحة موافقة للسُّنَّة، ولكن يَدْخُلُهَا الشِّرْكُ في القَصْدِ والنِّيَّة؛ كالرِّياء، والسُّمْعَةِ، وطلب الدُّنيا، وغير ذلك؛ فلا تنفع صاحبها. وقد يعمل أعمالاً مُخَالِفَةً للسُّنَّة، فلا تُقْبَلُ.

 العمل الصالح والعمل الفاسد:

قوله: «فَلاَ بُدَّ مِنْ الْعَمَلِ الصَّالِحِ، وَهُوَ الْوَاجِبُ وَالمُسْتَحَبُّ»: العَمَلُ الصَّالح هو الواجب والمستحبُّ؛ يُخْرِجُ العمل المحرَّم والمكروه، وأمَّا المُبَاحُ فلا يُثَابُ فَاعِلُهُ، ولا يُعَاقَبُ تَارِكُهُ إلاَّ إذا قَصَدَ به الاستعانة على طاعة الله.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (1718).