* ﴿بَلَىٰۚ مَنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ وَهُوَ
مُحۡسِنٞ﴾ [البقرة: 112] هذان شَرْطَا
قَبُولِ العمل؛ ﴿بَلَىٰۚ
مَنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ وَهُوَ مُحۡسِنٞ﴾.
﴿أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ
لِلَّهِ﴾ هذا الإخلاص ﴿وَهُوَ
مُحۡسِنٞ﴾ أي: متَّبع للرَّسول صلى
الله عليه وسلم.
وأمَّا
من فَقَدَ الشَّرطين أو أحدهما، فلن يدخل الجنَّة أبدًا؛ فدلَّت الآية على أنَّه
لا يَدْخُلُ الجنَّة إلاَّ من اجتمع فيه الشَّرطان: الإخلاص، والمتابعة للرَّسول
صلى الله عليه وسلم.
والدَّليل
من السُّنَّة قوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ
أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ»، وفي لفظ: «مَنْ
أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ» ([1])
أي: من أَحْدَثَ في الشَّرع عَمَلاً لم يَفْعَلْهُ الرَّسول صلى الله عليه وسلم
يتقرَّب به إلى الله، فَهُوَ مَرْدُودٌ عليه، لا يُقْبَلُ منه.
وفي
الرِّواية الأخرى: «مَنْ
عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ». وهذه أَعَمُّ؛
فَمَنْ عَمِلَ بِدْعَةً ولو لم يَكُنْ هو الَّذي أَحْدَثَهَا فهي مردودة عليه؛
فالبدعة إذًا مَرْدُودَةٌ؛ سواء أَحْدَثَهَا هو، أو أُحْدِثَتْ له وَعَمِلَ بها.
ومن الأدلَّة على اشتراط الإخلاص قوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا الأَْعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ»، وهذا هو الشَّرط الأوَّل. وَدَلِيلُ الشَّرْطِ الثَّاني قوله: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَليْهِ أمرنَا»؛ وهو المتابعة للرَّسول صلى الله عليه وسلم. فإذا جَمَعْنَا الحَدِيثَيْنِ، نَحْصُلُ على الشَّرْطَيْنِ.
الصفحة 1 / 397