وَكَثِيرًا مَا يُخَالِطُ النُّفُوسَ مِنَ
الشَّهَوَاتِ الْخَفِيَّةِ مَا يُفْسِدُ عَلَيْهَا تَحْقِيقَ مَحَبَّتِهَا للهِ
وَعُبُودِيَّتَهَا لَهُ، وَإِخْلاصَ دِينِهَا لَهُ، كَمَا قَالَ شَدَّادُ بْنُ
أَوْسٍ: يَا بقايا الْعَرَب: «إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ الرِّيَاءُ
وَالشَّهْوَةُ الْخَفِيَّةُ»، وَقيلَ لأَبِي دَاوُدٍ السِّجِسْتَانِيِّ: وَمَا
الشَّهْوَةُ الْخَفِيَّةُ؟ قَالَ: حُبُّ الرِّئَاسَةِ.
وَعَنْ كَعْبِ
بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «مَا ذِئْبَانِ
جَائِعَانِ أُرْسِلا فِي زَرِيبَةِ غَنَمٍ بِأَفْسَدَ لَهَا مِنْ حِرْصِ الْمَرْءِ
عَلَى المَالِ وَالشَّرَفِ لِدِينِهِ» ([1])، قَالَ التِّرْمِذِيّ:
حَدِيث حَسَنٌ صَحِيحٌ؛
****
الرِّياء، ولا يترك العَمَلَ خوفًا من الرِّياء؛
فهذا تَخْذِيلٌ من الشَّيطان، ويستسلم لِكَيْدِ الشَّيطان.
الحذر من الشهوات التي تفسد العمل:
كثيرًا
ما يُخَالِطُ حُبُّ الشَّهَوَاتِ النُّفُوسَ؛ فَكُلُّ إِنْسَانٍ يُحِبُّ الشُّهْرَةَ،
والمَدْحَ، والظُّهُورَ. وَهَذَا خَطِيرٌ جدًّا، ولكن يُدْفَعُ الرِّياء بالإخلاص،
وبالدُّعاء الَّذي علَّمه الرَّسول صلى الله عليه وسلم لأَصْحَابِهِ، كما يُدْفَعُ
أيضًا بالخَوْفِ من الرِّياء، فإذا خَافَ مِنْهُ، سَلِمَ، ولكن إذا أَمِنَ مِنَ
الرِّيَاءِ، فإنَّه يَقَعُ فيه.
الإِنْسَانُ مُغْرَمٌ بِحُبِّ المال؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿وَإِنَّهُۥ لِحُبِّ ٱلۡخَيۡرِ لَشَدِيدٌ﴾ [العاديات: 8]، وَقَالَ: ﴿وَتُحِبُّونَ ٱلۡمَالَ حُبّٗا جَمّٗا﴾ [الفجر: 20]، وقال تعالى: ﴿وَيُطۡعِمُونَ ٱلطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ مِسۡكِينٗا وَيَتِيمٗا وَأَسِيرًا﴾ [الإنسان: 8]؛ فَمَحَبَّةُ المال طبيعة وغريزة في الإنسان، كما أنَّه يتطلَّع الإنسان إلى الرِّفْعَةِ