شُبَهُ مَن يذْكرُ بالأَسمَاء المُفرَدةِ
والرَّدِّ عليْه:
****
وَمَا يُذكَرُ عَن
بعضِ الشُّيُوخ مِن أَنَّه قَالَ: «أَخَاف أَنْ أَمُوتَ بَينَ النَّفْي
وَالإِْثْبَات». حَالٌ لاَ يُقْتَدى فِيهَا بصَاحِبِهَا، فَإِنَّ فِي ذَلِك مِن
الْغَلَط مَا لاَ خَفَاءَ بِهِ؛ إِذْ لَو مَاتَ العَبْد فِي هَذِه الْحَالِ لمْ
يَمتْ إِلاَّ عَلى مَا قَصَدَه ونَوَاهُ، إِذ الأَْعْمَال بِالنِّيَّاتِ، وَقد
ثَبت أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمرَ بِتلْقِينِ الْمَيِّتِ «لا إِله
إِلاَّ الله» ([1])، وَقَالَ: «مَنْ
كَانَ آخِرُ كَلاَمِه لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ» ([2]).، وَلَوْ كَانَ
مَا ذَكَرَه مَحْذُورًا لمْ يُلَقِّنِ الْمَيِّتَ كَلِمَةً يخَافُ أَنْ يَمُوتَ
فِي أَثْنَائِهَا مَوتًا غيرَ مَحْمُودٍ، بلْ كَانَ يُلقِّنُ مَا اخْتَارَهُ مِن
ذِكرِ الاِسْمِ الْمُفْردِ.
****
قوله: «إِذْ لَوْ مَاتَ الْعَبْدُ فِي هَذِهِ الحالِ لَمْ يَمُتْ إلاَّ عَلَى مَا قَصَدَهُ وَنَوَاهُ»: فلو أراد أنْ يقول: «لا إِله إِلاَّ الله». وابتدأ النُّطق بها، ثم مات قبل أن يُكمِّلَها؛ فهو على ما نَوَى، قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا الأَْعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى» ([3]). وقال تعالى: ﴿وَمَن يَخۡرُجۡ مِنۢ بَيۡتِهِۦ مُهَاجِرًا إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ ثُمَّ يُدۡرِكۡهُ ٱلۡمَوۡتُ فَقَدۡ وَقَعَ أَجۡرُهُۥ عَلَى ٱللَّهِۗ﴾ [النساء: 100].