وَالذِّكر بِالاِسْمِ الْمُضمرِ الْمُفْردِ أَبعدُ
عَن السُّنةِ، وَأدْخلُ فِي الْبِدْعَة، وَأقربُ إِلَى إِضلالِ الشَّيْطَان،
فَإِنَّ مَن قَالَ: «يَا هُوَ يَا هُوَ». أَو: «هُوَ هُوَ». وَنَحْو ذَلِك؛ لمْ
يكنِ الضَّمِيرُ عَائِدًا إِلاَّ إِلَى مَا يُصَوِّرُه قَلبُه، وَالْقلبُ قدْ
يَهْتَدِي وَقد يَضِلُّ،
****
«وَقَدْ ثَبَتَ أَنَّ النَّبِيَّ
صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِتَلْقِينِ الميِّتِ»: فقد قال
صلى الله عليه وسلم: «لَقِّنُوا
مَوْتَاكُمْ لا إِلَه إِلاَّ اللهُ» ([1])،
وهي كلمةٌ تامَّةٌ؛ ولم يقلْ: لقِّنوا موتَاكم اللهَ أو: هُوَ. وقال: «مَنْ كَانَ آخِرُ كَلاَمِهِ لا إِله إِلاَّ
اللهُ دَخَلَ الجنَّةَ»، ولم يقل: مَن كان آخر كلامِه الله - أو هو - دخَلَ
الجنَّةَ.
فلو
كان الميت «يُلَقّنُ مَا اخْتَارَهُ مِنْ
ذِكْرِ الاِسْمِ المُفْرَدِ» أي: ما اختاره الصُّوفي؛ لم يأمرِ الرَّسول صلى
الله عليه وسلم بأن يلقَّن «لا إِله
إِلاَّ الله»، بل يلقن: الله أو هو.
حُكم
الذِّكرِ بالاسمِ المُفردِ أَو الضَّمِير:
قوله: «وَالذِّكْرُ بِالاِسْمِ المُضْمَرِ المُفْرَدِ أَبْعَدُ عَنْ السُّنَّةِ فَإِنَّ مَنْ قَالَ: يَا هُوَ يَا هُوَ، أَوْ: هُوَ هُوَ. وَنَحْوَ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ الضَّمِيرُ عَائِدًا إلاَّ إَلى مَا يُصَوِّرُهُ قَلْبُهُ»: أي: لو قال: «يا هو اغفرْ لي». فالضَّميرُ لا بدَّ له من مَرجع، وهو يُطلَقُ على كلِّ أحدٍ، ولم يكن هذا كلامًا عَرَبيًّا، أو حتى لم يكنْ كلامَ المجَانين، بل يكونُ هذيَانًا. ولكنْ لو قال: «يا اللهُ اغفِرْ لي، يا ربِّ اغفرْ لي». صارَ هذا استغفارًا وتوبةً. فإذا رَجَعَ الضَّميرُ إلى ما في قلبِ القائلِ فهوَ يَختلِفُ حسْبمَا في قلبِه.
الصفحة 1 / 397