وَنَظِيرُ مَنِ اقْتَصَر على الاِسْمِ الْمُفْردِ
مَا يُذكَرُ أَنَّ بعضَ الأَْعْرَابِ مرَّ بمؤذِّنٍ يَقُولُ: «أشهدُ أَنَّ
مُحَمَّدًا رسولَ اللهِ» بِالنّصبِ فَقَالَ: مَاذَا يَقُولُ هَذَا؟ هَذَا الاِسْم،
فَأَيْنَ الْخَبَرُ عَنهُ الَّذِي يتمُّ بِهِ الْكَلاَمُ؟.
وَمَا فِي
الْقُرْآن من قَوْله: ﴿وَٱذۡكُرِ ٱسۡمَ رَبِّكَ
وَتَبَتَّلۡ إِلَيۡهِ تَبۡتِيلٗا﴾ [المزمل: 8]، وَقَوله: ﴿سَبِّحِ
ٱسۡمَ رَبِّكَ ٱلۡأَعۡلَى﴾ [الأعلى: 1]، وَقَولِه: ﴿قَدۡ
أَفۡلَحَ مَن تَزَكَّىٰ ١٤وَذَكَرَ ٱسۡمَ رَبِّهِۦ فَصَلَّىٰ ١٥﴾ [الأعلى: 14- 15]،
وَقَولِه: ﴿فَسَبِّحۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلۡعَظِيمِ﴾ [الواقعة: 74]،
وَنَحْوِ ذَلِك لاَ يَقْتضى ذِكْرُه مُفردًا، بل فِي السّنَن أَنَّه لما نَزَلَ
قَوْلُه: ﴿فَسَبِّحۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلۡعَظِيمِ﴾ [الواقعة: 74]،
قَالَ: «اجْعَلُوهَا فِي ركوعكم»، وَلمَّا نَزَلَ قَوْلُه: ﴿سَبِّحِ
ٱسۡمَ رَبِّكَ ٱلۡأَعۡلَى﴾ قَالَ: «اجْعَلُوهَا فِي سُجُودكُمْ» ([1]) فشرَعَ لَهُم
أَنْ يَقُولُوا فِي الرُّكُوعِ سُبْحَانَ رَبِّي الْعَظِيم، وَفِي السُّجُود
سُبْحَانَ رَبِّي الأَْعْلَى، وَفِي الصَّحِيحِ: «أَنَّه كَانَ يَقُولُ فِي
رُكُوعِه: «سُبْحَانَ رَبِّي الْعَظِيم» وَفِي سُجُوده «سُبْحَانَ رَبِّي
الأَْعْلَى» ([2])، وَهَذَا هُوَ
معنى قَوْلِه: «اجْعَلُوهَا فِي رُكُوعِكُمْ» و«سُجُودِكُمْ» بِاتِّفَاقِ
الْمُسلمينَ.
فتسْبيحُ اسْمِ
ربِّه الأَْعْلَى وَذِكْرُ اسْمِ ربِّه وَنَحْوُ ذَلِك هُوَ بالْكلاَمِ التَّامِّ
الْمُفِيدِ،
****
الاسم المفرد لا يفيد شيئًا حتى عند الأعراب:
* سمِعَ أعرابيٌّ مؤذِّنًا يلحَنُ في الأذانِ: يقولُ: «أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (869)، وابن ماجه رقم (887)، والدارمي رقم (1344)، وأحمد رقم (17414).