وقوله: «قَالَ ابْنُ أَبِي مُوسَى» وهو إمام
مشهور من أئمة الحنابلة «إِذَا أَسَرَّ
الْقِرَاءَةَ أَوْ كَانَتْ لَهُ سَكَتَاتٌ يُمْكِنُ الْقِرَاءَةُ فِيهَا،
فَالْمُسْتَحَبُّ هَاهُنَا لِلْمَأْمُومِ أَنْ يَقْرَأَ»، فإذا أسر الإمام
القراءة، أو قرأ قراءة سمع، فلا بأس أن يقرأ المأموم في سكتاته، بل هذا مستحب، ومن
العلماء من يوجبه، «وَيُسْتَحَبُّ
لِلإِْمَامِ أَنْ يَسْكُتَ عَلَى مَا جَاءَتْ بِهِ السُّنةُ»؛ سكتة بعد تكبيرة
الإحرام، وسكتة بعد فراغه من القراءة وقبل الركوع، هاتان السكتتان ثبتتا عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم.
وقد روى الحسن البصري عن سمرة بن جندب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه
وسلم كان له سكتتان: سكتة بعد تكبيرة الإحرام، وسكتة قبل الركوع، فأنكرها من
أنكرها؛ لعدم بلوغ الحديث إليه، فكتبوا إلى أُبي بن كعب رضي الله عنه، فأثبت أن
الرسول صلى الله عليه وسلم له سكتتان، وصدَّق على قول سمرة بن جندب رضي الله عنه.
فثبتت السكتتان، غير أن سماع الحسن عن سمرة مختلف فيه، فيكون الحديث
مرسلاً، لكن جاءت أحاديث في غير رواية الحسن عن سمرة في أن النبي صلى الله عليه
وسلم كان له سكتتان.
وقوله: «قَالَ: وَكَانَ يُعْجِبُهُ إِذَا فَرَغَ مِنَ الْقِرَاءَةِ أَنْ يَسْكُتَ حَتَّى يَتَرَادَّ إِلَيْهِ نَفَسُهُ» وهذا شيء معروف عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يسكت على رأس كل آية، فإذا قرأ: ﴿وَلَا ٱلضَّآلِّينَ﴾ [الْفَاتِحَة: 7] سكت حتى يرجع إليه نفسه.