قُلْ لِي قَوْلاً في الإِسْلاَمِ لاَ أَسْأَلُ
عَنْهُ غَيْرَكَ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: «قُلْ:
آمَنْتُ بِاللهِ، ثُمَّ اسْتَقِمْ» ([1])،
وقَالَ في حَدِيثِ ثَوْبَان: «اسْتَقِيمُوا
وَلَنْ تُحْصُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ خَيْرَ أَعْمَالِكُمُ الصَّلاَةُ، وَلاَ
يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إلاَّ مُؤْمِنٌ» ([2])،
وفي حَدِيثِ أَبِي هريرة أَنَّ النَّبِيَّ قَالَ: «سَدِّدُوا وَقَارِبُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّهُ لَنْ يُدْخِلَ أَحَدٌ
الْجَنَّةَ مِنْكُمْ بِعَمَلِهِ»، قَالُوا: وَلاَ أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟
قَالَ: «وَلاَ أَنَا، إلاَّ أَنْ
يَتَغَمَّدَنِي الله بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ» ([3]).فَهَذِهِ
الآيَاتُ والأَحَادِيثُ تَحُثُّ عَلَى الاسْتِقَامَةِ تُرَغِّبُ فِيهَا وتُبَيِّنُ
ثَوَابَ أَهْلِ الاسْتِقَامَةِ مِمَّا يَجْعَلُنَا نَتَطَلَّعُ إِلَى مَعْنَى
الاسْتِقَامَةِ، مَا هِيَ الاسْتِقَامَةُ الَّتِي هَذِهِ مَكَانَتُهَا في كِتَابِ
اللَّهِ وسُنَّةِ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى نَعْمَلَ بِهَا؟
المُرَادُ بالاسْتِقَامَةِ
****
بَيَّنَ العُلَمَاءُ أَنَّ الاسْتِقَامَةَ هِيَ الاعْتِدَالُ وضِدُّهَا الاعْوِجَاجُ والمَيْلُ هَذَا من حَيْثُ اللُّغَةُ يُقَالُ: خَطٌّ مُسْتَقِيمٌ يَعْنِي: خَطٌّ لا عِوَجَ فِيهِ ولا مَيْلَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَيَهۡدِيهِمۡ إِلَيۡهِ صِرَٰطٗا مُّسۡتَقِيمٗا﴾ [النساء: 175] ﴿ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ﴾ [الفاتحة: 6]، الصِّرَاطُ المُسْتَقِيمُ هُوَ الطَّرِيقُ المُعْتَدِلُ الَّذِي لَيْسَ فِيهِ اعْوِجَاجٌ ولا مَيْلٌ بِخِلاَفِ الطُّرُقِ الضَّالَّةِ فَإِنَّ فِيهَا اعْوِجَاجٌ وفِيهَا مَيْلٌ وفِيهَا مَخَاطِرُ، أَمَّا الصِّرَاطُ المُسْتَقِيمُ صِرَاطُ اللَّهِ
([1]) أخرجه: مسلم رقم (38).