×
عقيدة التوحيد

 وَقَدْ أَمَرَ اللهُ بِالاِنْتِمَاءِ إِلَى المُؤْمِنِينَ؛﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ ٱلصَّٰدِقِينَ [التّوبَة: 119].

وَهَذِهِ المَذَاهِب الِإلْحَادِيَّةُ مَذَاهِبُ مُتَنَاحِرَةٌ؛ لأَِنَّهَا مُؤَسَّسَةٌ عَلَى البَاطِلِ؛ فَالشُيُوعِيَّةِ تُنْكِرُ وُجُودَ الخَالِقِ سبحانه وتعالى، وَتُحَارِبُ الأَدْيَانَ السَمَاوِيَّةِ، وَمَنْ يَرْضَى لعَقْلِهِ أَنْ يَعِيشَ بِلاَ عَقِيدةٍ، وَيُنْكر البَدِيِهِيَّاتِ العَقْلِيَّةِ اليَقِيِنيَّة؛ فَيَكُون مُلْغِياً لِعَقْلِهِ؟! وَالعَلْمَانِيَّةِ تُنْكِرُ الأَدْيَانَ، وَتَعْتَمِدُ عَلَى المادِّيَّةِ الَّتِي لاَ مُوجِّهَ لَهَا، وَلاَ غَايَةَ لَهَا فِي هَذِهِ الحَيَاةِ إِلاَّ الحَيَاةُ البَهِيمِيَّةُ، وَالرَّأْسِمَالِيَّةُ هَمّهَا جَمْعُ المَالِ مِنْ أَيِّ وَجْهٍ، وَلاَ تَتَقَيدُ بِحَلاَلٍ وَلاَ حَرَامٍ، وَلاَ عَطْفٍ وَلاَ شَفَقَةٍ عَلَى الفُقَرَاءِ وَالمَسَاكِينِ، وَقِوَامُ اقْتِصَادِهَا عَلَى الرِّبَا، الَّذِي هُوَ مُحَارَبةٌ للهِ وَلِرَسُولِهِ؛ وَالَّذِي هُوَ دَمَارُ الدُّوَلِ والأَفْرَادِ، وَامْتِصَاص دِمَاءِ الشُّعُوبِ الفَقِيرةِ، وَأَيُّ عَاقِل -فَضْلاً عَمن فِيهِ ذَرَّةٌ مِنْ إِيمَانٍ- يَرْضَى أَنْ يَعِيشَ عَلَى هَذِهِ المَذَاهِبِ، بِلاَ عَقْلٍ وَلاَ دِينٍ، وَلاَ غَايَةٍ صَحِيحةٍ مِنْ حَيَاتِهِ يَهْدفُ إِلَيْهَا، وَيُنَاضِلُ مِنْ أَجْلِهَا؟! وَإِنَمَا غَزَتْ هَذِهِ المَذَاهِبُ بِلاَد المسْلِمِينَ؛ لَمَّا غَابَ عَنْ أَكْثَريَّتِهَا الدّينُ الصَّحِيحُ، وَتَربَّتْ عَلَى الضَّيَاعِ، وَعَاشَتْ عَلَى التَّبعِيَّةِ.

* وَالاِنْتِمَاءُ لِلأَحْزَابِ الجَاهلِيَّةِ، وَالقَوْمِيَّاتِ العُنْصُريَّةِ، هُوَ أَيْضًا كُفْرٌ وَرِدَّةٌ عَنْ دِينِ الإِسْلاَمِ؛ لأَِنَّ الإِسْلاَمَ يَرْفُضُ العَصَبِيَّاتِ وَالنّعَرَاتِ الجَاهلِيَّةِ؛ يَقُول تَعَالَى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقۡنَٰكُم مِّن ذَكَرٖ وَأُنثَىٰ وَجَعَلۡنَٰكُمۡ شُعُوبٗا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓاْۚ إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ أَتۡقَىٰكُمۡۚ [الحُجرَات: 13].

وَيَقُولُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ دَعَا إِلَى عَصَبِيَّةٍ، وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ قَاتَلَ عَلَى عَصَبِيَّةٍ، وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ غَضِبَ لِعَصَبيَّةٍ» ([1]).


الشرح

([1])  أخرجه: أبي داود رقم (5121)، والبغوي، رقم (3543)، والبيهقي، رقم (170).