×

ولا أُكيّف، ولا أُمَثّل صفاته تعالى بصفاتِ خلقه؛ لأنه تعالى لا سَمِيَّ له ولا كُفُؤ، ولا نِدَ له، ولا يُقاس بخلقِه، فإنه سبحانه أعلمُ بنفسه وبغيره، وأصدقُ قِيلاً وأحسنُ حديثًا.

****

هذا القسمُ الثاني من الضُّلاَّل في أسماءِ الله وصفاته: المُمَثِّلة، زادوا في الإثباتِ وغَلَوْا في الإثبات، ولم يُفرِّقوا بين صفاتِ اللهِ وصفاتِ خلقه، ولا بين أسمائِه وأسماءِ خلقِه، هؤلاء مشبِّهةٌ والعياذ بالله؛ ولهذا قال أهلُ العلم: «المُعطِّل يعبد عَدَمًا والمُمَثِّل يعبد صَنمًا». فقولهم: المعطِّلُ يعبدُ عدمًا؛ لأن الذي ليس له أسماءٌ وصفات: عدم، والمُمثِّل يعبدُ صنمًا من البشر؛ لأنه جعل اللهَ مثلَ البشر، تعالى اللهُ عن ذلك.

فقوله: «ولا أُكَيِّف، ولا أُمَثِّل صفاتَه تعالى بصفاتِ خلقِه»، يعني: لا أعلمُ كيفيتَها ولا مثليتَها، وإنما هذا من علمِ الله جل وعلا لا يعلمُ كيفيةَ صفاتِه إلا هو، ولا يعلمُ كيفيةَ ذاتِه إلا هو سبحانه وتعالى ﴿يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِۦ عِلۡمٗا [طه: 110]، فالمؤمنون يعلمون ربَّهم، وأنه هو ربُّهم وخالقُهم، ويعلمون وجودَه وكمالَه، لكن لا يحيطون به.

وقوله: «لا سَمِيّ له» يعني: لا أحدَ يستحقُّ اسمَه على الحقيقة، وليس معنى «لا سَمِيّ له»: لا أحد يُسمّى باسمه؛ لأنه يُسمَّى المخلوق: العزيز، والملِك، يُسمّى المخلوق بما يوافق اسمَ الخالق في الحروف والمعنى، لكن لا يوافقُه في الكيفية، فمعنى «لا سَمِيّ» يعني: لا أحدَ يستحقُّ اسمَه على الحقيقة؛ كما قال تعالى: ﴿فَٱعۡبُدۡهُ وَٱصۡطَبِرۡ لِعِبَٰدَتِهِۦۚ هَلۡ تَعۡلَمُ لَهُۥ سَمِيّٗا [مريم: 65]، أي لا أحدَ يساوي اللهَ جل وعلا في أسمائِه وصفاتِه.


الشرح