﴿فَمَن يَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّةٍ خَيۡرٗا يَرَهُۥ﴾ [الزلزلة: 7].
وَيَخْرُجُ
مِنْهَا بِشَفَاعَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَنْ شَفَعَ لَهُ مِنْ أَهْلِ
الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِهِ.
****
قوله تعالى: ﴿فَمَن يَعۡمَلۡ
مِثۡقَالَ ذَرَّةٍ خَيۡرٗا يَرَهُۥ ٧وَمَن يَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖ شَرّٗا يَرَهُۥ
٨﴾ [الزلزلة: 7، 8]، فالإنسان
يلاقي عمله خيرًا كان أو شرًّا لا يهمل منه شيء، قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ
لَا يَظۡلِمُ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖۖ وَإِن تَكُ حَسَنَةٗ يُضَٰعِفۡهَا وَيُؤۡتِ مِن
لَّدُنۡهُ أَجۡرًا عَظِيمٗا﴾
[النساء: 40].
أما السيئة فلا تُضاعَف، وإنما يُجازَى بمثلها، قال
تعالى: ﴿وَمَن
جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ فَلَا يُجۡزَىٰٓ إِلَّا مِثۡلَهَا﴾
[الأنعام: 160]، ولا تُضاعَف؛ لأن هذا يخالف العدل من الله عز وجل أن يضاعف عليه
السيئة، وهو لم يعمل إلا سيئة واحدة، أو يغفرها الله له إذا كان مسلمًا؛ لأن
التعذيب على السيئة عدل من الله، ومضاعفة الحسنات فضل من الله عز وجل تفضل به،
ولكن السيئات لا تُضاعَف، ولكن قد تُغَلَّظ بسبب حرمة الزمان، فإذا عصى الله في
الوقت الفاضل: كشهر رمضان، وأشهر الحج؛ فقد تُغَلَّظ عقوبته، ولا تعدد، أو لحرمة
المكان: مثل السيئة في الحرم، قال تعالى:﴿وَمَن يُرِدۡ فِيهِ بِإِلۡحَادِۢ بِظُلۡمٖ نُّذِقۡهُ
مِنۡ عَذَابٍ أَلِيمٖ﴾ [الحج:
25]، فالسيئة تُغَلَّظ في الزمان الفاضل، وفي المكان الفاضل؛ لأنه انتهك الحرمة.
عُصاة المؤمنين يخرجون من النار إما بفضل الله، وإما بشفاعة الشافعين، وأعظم الشفعاء هو محمد صلى الله عليه وسلم، فإن الله يُشفِّعه في مَن شاء؛ إكرامًا للشافع، ورحمة بالمشفوع، وكذلك شفاعة الملائكة، وشفاعة الأولياء والصالحين، وشفاعة الأفراط والأطفال الذين ماتوا
الصفحة 4 / 116