وقال
تعالى في سورة الإنسان: ﴿هَلۡ أَتَىٰ عَلَى ٱلۡإِنسَٰنِ
حِينٞ مِّنَ ٱلدَّهۡرِ لَمۡ يَكُن شَيۡٔٗا مَّذۡكُورًا ١إِنَّا خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ
مِن نُّطۡفَةٍ أَمۡشَاجٖ نَّبۡتَلِيهِ فَجَعَلۡنَٰهُ سَمِيعَۢا بَصِيرًا ٢إِنَّا
هَدَيۡنَٰهُ ٱلسَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرٗا وَإِمَّا كَفُورًا ٣إِنَّآ أَعۡتَدۡنَا لِلۡكَٰفِرِينَ
سَلَٰسِلَاْ وَأَغۡلَٰلٗا وَسَعِيرًا ٤إِنَّ ٱلۡأَبۡرَارَ يَشۡرَبُونَ مِن كَأۡسٖ كَانَ
مِزَاجُهَا كَافُورًا ٥عَيۡنٗا يَشۡرَبُ بِهَا عِبَادُ ٱللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا
تَفۡجِيرٗا ٦يُوفُونَ بِٱلنَّذۡرِ وَيَخَافُونَ يَوۡمٗا كَانَ شَرُّهُۥ مُسۡتَطِيرٗا
٧وَيُطۡعِمُونَ ٱلطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ مِسۡكِينٗا وَيَتِيمٗا وَأَسِيرًا ٨إِنَّمَا
نُطۡعِمُكُمۡ لِوَجۡهِ ٱللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمۡ جَزَآءٗ وَلَا شُكُورًا ٩إِنَّا
نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوۡمًا عَبُوسٗا قَمۡطَرِيرٗا ١٠فَوَقَىٰهُمُ ٱللَّهُ
شَرَّ ذَٰلِكَ ٱلۡيَوۡمِ وَلَقَّىٰهُمۡ نَضۡرَةٗ وَسُرُورٗا ١١وَجَزَىٰهُم بِمَا
صَبَرُواْ جَنَّةٗ وَحَرِيرٗا ١٢﴾ [الإنسان: 1- 12].
****
﴿إِنَّا
هَدَيۡنَٰهُ ٱلسَّبِيلَ﴾ [الإنسان: 3]، هدينا الإنسان؛ يعني: هديناه الهداية
العامة، التي هي بيان الحق من الباطل، والهدى من الضلال.
قوله: ﴿إِنَّا هَدَيۡنَٰهُ
ٱلسَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرٗا وَإِمَّا كَفُورًا ٣إِنَّآ أَعۡتَدۡنَا لِلۡكَٰفِرِينَ
سَلَٰسِلَاْ وَأَغۡلَٰلٗا وَسَعِيرًا ٤﴾ [الإنسان: 3- 4] هذا صنف،
إما شاكرًا وإما كفورا، فبيَّن جزاء الكفور، وسيبين جزاء الشاكرين بعد ذلك.
قوله: ﴿إِنَّ ٱلۡأَبۡرَارَ
يَشۡرَبُونَ مِن كَأۡسٖ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا﴾ [الإنسان: 5]،
هؤلاء أصحاب اليمين، الأبرار وأصحاب اليمين يشربون من كأس من شراب الجنة، ﴿كَانَ مِزَاجُهَا﴾؛ أي: خلطها الكافور
طيب الرائحة عذب المذاق.
قوله: ﴿عَيۡنٗا يَشۡرَبُ بِهَا عِبَادُ ٱللَّهِ﴾ [الإنسان: 6]، هؤلاء المقربون، ﴿يُفَجِّرُونَهَا تَفۡجِيرٗا﴾ [الإنسان: 6] فالمقربون يشربون خالصًا ليس ممزوجًا، وأما الأبرار، فيشربون ممزوجًا بالكافور.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد