درجة ممن جاهد بنيته وبمباشرته بنفسه في الجهاد: ﴿لَّا يَسۡتَوِي ٱلۡقَٰعِدُونَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ﴾؛ القاعدون عن ماذا؟ عن الجهاد، ﴿غَيۡرُ أُوْلِي ٱلضَّرَرِ﴾؛ الذين لهم عذر، ﴿وَٱلۡمُجَٰهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡۚ فَضَّلَ ٱللَّهُ ٱلۡمُجَٰهِدِينَ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ عَلَى ٱلۡقَٰعِدِينَ دَرَجَةٗۚ وَكُلّٗا وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ﴾، الله لا يقنِّط أحدا، ولا ييئِّس أحدًا، ﴿وَكُلّٗا وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ وَفَضَّلَ ٱللَّهُ ٱلۡمُجَٰهِدِينَ عَلَى ٱلۡقَٰعِدِينَ أَجۡرًا عَظِيمٗا﴾؛ الذين ليس لهم عذر، هذا في الجهاد هو فرض كفاية؛ لأن الجهاد على قسمين: فرض عين، إذا حاصر العدو البلد، وفرض كفاية، وهو جهاد الطلب، الجهاد على نوعين: جهاد الدفاع، وجهاد الطلب، فجهاد الدفاع هذا فرض عين على كل من يقدر عليه، وأما جهاد الطلب، فهذا فرض كفاية، إذا قام به من يكفي، سقط الإثم عن الباقين، لكن الذي قام به يرفعه الله درجات على الذي لم يقم به ﴿لَّا يَسۡتَوِي ٱلۡقَٰعِدُونَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ غَيۡرُ أُوْلِي ٱلضَّرَرِ وَٱلۡمُجَٰهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡۚ فَضَّلَ ٱللَّهُ ٱلۡمُجَٰهِدِينَ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ عَلَى ٱلۡقَٰعِدِينَ دَرَجَةٗۚ وَكُلّٗا وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ وَفَضَّلَ ٱللَّهُ ٱلۡمُجَٰهِدِينَ عَلَى ٱلۡقَٰعِدِينَ أَجۡرًا عَظِيمٗا ٩٥ دَرَجَٰتٖ مِّنۡهُ وَمَغۡفِرَةٗ وَرَحۡمَةٗۚ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمًا ٩٦﴾ [النساء: 95- 96]، فهذا دليل على أن المجاهدين في سبيل الله يتفاوتون، فمن قدر لعذر، فالمجاهد بنفسه والمباشر أفضل منه بدرجة، ومن قعد بغير عذر، جاز له ذلك، ولكن يفضل عليه الذي جاهد بدرجات كثيرة، لا يعلمها إلاَّ الله سبحانه وتعالى؛ لأنه لم يحدِّدها.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد