القرآن، كثيرًا وهذه أصول
الإيمان الستة: الإيمان بالله، والإيمان بملائكته بكتبه، برسله، باليوم الآخر،
بالقدر خيره وشره.
ثم قال عز وجل: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ﴾ [البقرة: 5] أي:
الذين اتصفوا بهذه الصفات، ﴿عَلَىٰ
هُدٗى مِّن رَّبِّهِمۡۖ﴾ [البقرة: 5]؛ ثابتون على الهدى، متمكنون منه ﴿وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ﴾ [البقرة: 5] الذين
حازوا على الفلاح في الدنيا والآخرة، ومن عداهم فليسوا على هدى، وإنما هم على
ضلال، ولهذا قال: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ
كَفَرُواْ سَوَآءٌ عَلَيۡهِمۡ ءَأَنذَرۡتَهُمۡ أَمۡ لَمۡ تُنذِرۡهُمۡ لَا
يُؤۡمِنُونَ﴾ [البقرة: 6]، وقال: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ
مَن يَقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَمَا هُم بِمُؤۡمِنِينَ
٨﴾ [البقرة: 8]، ذكر الكفار الأصليين، وذكر المنافقين بعد
أن ذكر المؤمنين؛ لأن الناس على ثلاثة أصناف:
الصنف الأول: مؤمنون ظاهرًا وباطًنا، وهم المذكورون في أول السورة ﴿ذَٰلِكَ ٱلۡكِتَٰبُ لَا رَيۡبَۛ
فِيهِۛ هُدٗى لِّلۡمُتَّقِينَ ٢ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡغَيۡبِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ
وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ ٣﴾ [البقرة: 2- 3].
والصنف الثاني: كافرون ظاهرًا وباطنًا، وهم الكفار الذين لا يؤمنون
برسل، ولا بكتب، ولا بملائكة، ولا بشيء، كفار ظاهرًا وباطنًا.
الصنف الثالث: الذين آمنوا ظاهرًا، وهم في الباطن كفار، وهم المنافقون، وهؤلاء شر من الكفار الأصليين؛ لأنهم يخادعون الله والذين آمنوا.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد