×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الأول

 القرآن، كثيرًا وهذه أصول الإيمان الستة: الإيمان بالله، والإيمان بملائكته بكتبه، برسله، باليوم الآخر، بالقدر خيره وشره.

ثم قال عز وجل: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ [البقرة: 5] أي: الذين اتصفوا بهذه الصفات، ﴿عَلَىٰ هُدٗى مِّن رَّبِّهِمۡۖ [البقرة: 5]؛ ثابتون على الهدى، متمكنون منه ﴿وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ [البقرة: 5] الذين حازوا على الفلاح في الدنيا والآخرة، ومن عداهم فليسوا على هدى، وإنما هم على ضلال، ولهذا قال: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَآءٌ عَلَيۡهِمۡ ءَأَنذَرۡتَهُمۡ أَمۡ لَمۡ تُنذِرۡهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ [البقرة: 6]، وقال: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَمَا هُم بِمُؤۡمِنِينَ ٨ [البقرة: 8]، ذكر الكفار الأصليين، وذكر المنافقين بعد أن ذكر المؤمنين؛ لأن الناس على ثلاثة أصناف:

الصنف الأول: مؤمنون ظاهرًا وباطًنا، وهم المذكورون في أول السورة ﴿ذَٰلِكَ ٱلۡكِتَٰبُ لَا رَيۡبَۛ فِيهِۛ هُدٗى لِّلۡمُتَّقِينَ ٢ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡغَيۡبِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ ٣ [البقرة: 2- 3].

والصنف الثاني: كافرون ظاهرًا وباطنًا، وهم الكفار الذين لا يؤمنون برسل، ولا بكتب، ولا بملائكة، ولا بشيء، كفار ظاهرًا وباطنًا.

الصنف الثالث: الذين آمنوا ظاهرًا، وهم في الباطن كفار، وهم المنافقون، وهؤلاء شر من الكفار الأصليين؛ لأنهم يخادعون الله والذين آمنوا.


الشرح