وَثَبَتَ فِي «صَحِيحِ مُسْلِمٍ» عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ
قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِخَمْسِ لَيَالٍ: «إنَّ أَمَنَّ النَّاسِ عَلَيَّ فِي
صُحْبَتِهِ وَذَاتِ يَدِهِ أَبُو بَكْرٍ، وَلَوْ كُنْت مُتَّخِذًا خَلِيلاً مِنْ
أَهْلِ الأَْرْضِ لاَتَّخَذْت أَبَا بَكْرٍ خَلِيلاً، وَلَكِنَّ صَاحِبَكُمْ
خَلِيلُ الله» ([1]). «لاَ يَبْقَيَنَّ
فِي الْمَسْجِدِ خَوْخَةٌ إلاَّ سُدَّتْ إلاَّ خَوْخَةُ أَبِي بَكْرٍ» ([2]). «إنَّ مَنْ
كَانَ قَبْلَكُمْ كَانُوا يَتَّخِذُونَ الْقُبُورَ مَسَاجِدَ، ألاَّ فَلاَ
تَتَّخِذُوا الْقُبُورَ مَسَاجِدَ، فَإِنِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ» ([3]) .
****
هو من بيوت الله، وهو الذي يصلى فيه، أما المسجد
الذي فيه قبر، فهو من بيوت الشيطان، ولا تجوز الصلاة فيه، ولا تقبل، ولا تصح.
«إنَّ أَمَنَّ النَّاسِ عَلَيَّ فِي صُحْبَتِهِ وَذَاتِ يَدِهِ أَبُو بَكْرٍ...»، هذه إشارة إلى خلافة أبي بكر من بعده، لما أحس بقرب أجله صلى الله عليه وسلم قال هذا الكلام؛ توطئة لاستخلاف أبي بكر من بعده، وأمر أن تسدَّ كل خوخة - يعني: فرجة، أو الباب الذي يدخل منه، يدخل منه بعض الصحابة - إلاَّ خوخة أبي بكر، من أجل ماذا؟ من أجل أن يصلي بالناس، وأما سائر الناس، فيدخلون من الأبواب المعروفة التي يدخل منها المصلون، لكن هذه خوخات خاصة، يدخل منها بعض الصحابة رضي الله عنهم، يصلون مع الرسول صلى الله عليه وسلم، فأمر بسدِّها إلاَّ خوخة أبي بكر، هذا إشارة إلى استخلافه رضي الله عنه، وهو أمنّ الناس بصحبته لرسول الله، وبماله - ذات يده يعني: بماله -، فهذا من فضائل أبي بكر الصديق،
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2383).