·
ففي هذا
الْحَدِيثِ الْعَظِيمِ جُمْلَةٌ من الْفَوَائِد، منها:
أولاً: بَيَانُ قُدْرَةِ اللهِ جل
وعلا على خَلَقِ هذا الإِْنْسَانِ ونَقْلِه من طُورٍ إلى طُور.
ثانيًا: فيه إثْبَاتُ الْقَضَاءِ
وَالْقَدَر، لأنَّ الْملِكَ يَكْتُبُ رِزْقَ الإِْنْسَانِ وَأَجَلِه وَعَمَلِه وهل
هو شَقِيٌّ أو سَعِيد.
ثالثًا: فيه أنَّ الْجَنَّةَ والنار
لا تُدخَلان إلاَّ بِعَمَل، إمَّا بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُل الْجَنَّة
ولو بِعَمَلٍ قَلِيل، فإذا خُتِمَ له بِعَمَلٍ صَالِحٍ دَخَل الْجَنَّة، وإما
بِعَمَلِ أَهْلِ النَّار، فَيَدْخُلِ النَّار، ولو عَمل ابْتِدَاءً بِعَمَلِ
أَهْلِ الْجَنَّة، لأَنَّه في آخِر عُمْرِه عَمِل بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ كأن
يرتدَّ فَيَمُوت على الرِّدَّةِ فَيَكُون من أَهْلِ النَّار.
رابعًا: وفيه أن الأَْعْمَالَ
بِالْخَوَاتِيم، فعلى الإِْنْسَانِ أَلاَ يَغْتَرَّ بِصَلاَتِه وَصَلاَحِه
وَاسْتِقَامَتِه، بل عَلَيْه أن يَخْشَى من سُوءِ الْخَاتِمَة، وعلى الْعَاصِي
أَلاَ يَقْنَطَ من رَحِمَةِ الله، بل يَرْجُو حُسَنَ الْخَاتِمَةِ وَيُسْأَلُ
اللهَ حُسْنَهَا.
خامسًا: فيه أَلاَ يُشهَدَ لأَِحَدٍ بِجَنَّةٍ أو نَار، وإنَّما يُرجَى لِلْمُحْسِنِين ويُخاف على المسيئين، لأنّ الشَّهَادَةَ لا بدَّ فِيهَا من خَبَرِ الْمَعْصُومِ صلى الله عليه وسلم أنَّ هذا من أَهْلِ النَّارِ وهذا من أَهْلِ الْجَنَّة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد