×
شرح أصول الإيمان

والعَضُد.

فَلَو اقْتَصَرْنَا على ما جَاء في الْقُرْآنِ لَبَقِيَت الأَحْكَامُ معطَّلة؛ لأَنَّه لا يُوجَدُ ما يُفسِّرُها ولا ما يُوضِّحُها ويُبيِّنُها كما هو مَوْجُودٌ في السُّنةِ النَّبَوِيَّة، سَوَاء كانت مُتَوَاتِرَةً أو آحادًا؛ إذ الْمُتَوَاتِرُ من الأَْحَادِيثِ قَلِيلٌ قياسًا لِمَجْمُوعِ السُّنةِ النَّبَوِيَّةِ الشَّرِيفَةِ التي أَغْلبُها من الأَْحَادِيثِ الآْحَاد، فلو تَرَكْنَا الآْحَادَ لّما بَقِي شَيْءٌ يُذكر منها.

وَلَكِن هَؤُلاَء حالُهم كما جَاء في الْحَدِيثِ جَهَلةٌ خاملون لا يَطْلُبُون الْعِلْمَ من مظانِّه، ولم يتكلَّف أَحَدُهُم دِرَاسَةَ الأَْسَانِيد، وإنَّما هو مُتَّكِئٌ على أَرِيكَتِه كما وصفه رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وهذا كلُّه نَتِيجَةُ الْبَقَاءِ على الْجَهْلِ وَعدمِ السَّعي للتعلُّم، وفي هذا خَطَرٌ عَظِيمٌ يُخشَى على الأمَّةِ منه ومن هذا الْمَقَالاَتِ الْفَاسِدَة، وَالْعلمُ لا يُؤْخَذُ من كلِّ من ادَّعاه وإنَّما يُؤْخَذُ من الْعُلَمَاءِ الرَّاسِخِين الْمَعْرُوفِين الَّذِين تلقَّوه عمَّن قَبْلِهِم، وَإِلاَّ سنقعُ فِيْمَا أَخْبَر عَنْه الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم.

فَفِي الْحَدِيثِ الدَّعوةُ إلى وُجُوبِ الْعَمَل بالسُّنةِ والتَّصديقِ بها وأنَّ هذا من حقِّ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم عَلَيْنَا، وَعدم الاِكْتِفَاءِ بِمَا جَاء في كتابِ اللهِ تعالى الذي يَدْعُو أصلاً إلى أَخذِ ما جَاء به الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم، وَإِلاَّ فَمَا معنى قوله تَعَالَى: ﴿وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْۚ [الحشر: 7] ؟!

أَوَلَيْس في الْقُرْآنِ قولُه تَعَالَى: ﴿لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ [الأحزاب: 21] ؟!

أَوَلَيْسَ في الْقُرْآنِ قولُه تَعَالَى: ﴿مَّن يُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدۡ أَطَاعَ ٱللَّهَۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ عَلَيۡهِمۡ حَفِيظٗا [النساء: 80] وقوله تَعَالَى: ﴿وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ


الشرح