الإسلام مَهْمَا نَالَه وأصابَه من المَضايقات
والأذى حتَّى ممَّن يَنْتَسِبُون إلى الإسلام وَغَيْرِهم من الكُفَّار، حتَّى
يَغْدُو غريبًا بين النَّاس، وقد جَاء في الْحَدِيث أنَّه يَأْتِي زَمَانٌ «المُتَمَسِّكُ بِدِينِهِ كَالْقَابِضِ عَلَى
الْجَمْرِ، أَوْ عَلَى خَبَطِ الشَّوكَةِ» ([1]).
فَمَا أَحْوَج الْمُسْلِم في ذلك الْوَقْتِ إلى الصَّبْر، وإلاَّ فإنَّه سينحرف.
وَقَد سُئِل صلى الله عليه وسلم عن الْغُرَبَاء؟ فقال: «الَّذِين يُصْلِحُونَ إِذَا فَسَدَ
النَّاسُ» ([2])،
وفي رِوَايَة: «الَّذِين يُصْلِحُونَ مَا
أَفْسَدَ النَّاسُ» ([3]).
فهؤلاء هم الغُرباء، يَصْلِحون في أَنْفُسِهِم، ويُصْلِحون ما أَفْسَدَه النَّاس،
ومَن يَصْبِر على هذا إلاَّ أهْلُ الإيمانِ وَالثَّبَات!
وكما أنَّ الإسلام في غُرْبَتِه الأُوْلَى نَال أهْلُه من الأَْذَى والمضايقات ما نَالَهُم؛ فسينال الْمُسْلِمِين في آخِر الزَّمان المُتمسِّكين بِالإِْسْلاَم أشدُّ مما نَال الأوَّلين؛ لأنَّ الأوَّلين فِيهِم رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن في آخَر الزَّمان نَجِد أنَّ المُتمسِّك بِالإِْسْلاَم ليس له أعْوانٌ ولا أَنْصَار، بل هو وَاقِعٌ بين أَعْدَاءٍ كَثِيرَيْن، وقد يكون بَعْض هَؤُلاَء الأَْعْدَاء من أَهْلِه، أو حتَّى من أَوْلاَدِه وَإِخْوَانِه وَجِيرَانِه، فَيَحْتَاج الْمُسْلِم المُتمسِّك بِدِيْنِه إلى صَبرٍ وَثَبَاتٍ؛ ولهذا فإنَّه صلى الله عليه وسلم قال: «فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ»؛ وذلك لمَوقفهم الثَّابِتِ.
([1]) أخرجه: أحمد رقم (9073).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد