سكَتَتْ وكان سُكوتُها عَفوًا فَلمْ **** تَعفُ القواعدُ باتِّساعِ بِطانِ
وتَضَمَّنَتْ
إهْدَارَ ما اعْتَبَرَتْ كذَا **** بِالعَكْسِ والأمرَانِ مَحذُورَانِ
وتَضَمَّنَتْ
أيضًا شروطًا لم تَكُنْ **** مَشْروطَةً شَرْعًا بلا بُرهانِ
****
السَّادِسة:
أنَّ النُّصوصَ إذا سَكتت عَن شيءٍ فَهو مُباح، فَيأتِي بَعضُ النَّاس ويَقول: هُو
حرامٌ، فَهذا عَكسُ مَا شَرعَه اللهُ تَعالى، وَما سَكت عَنهُ فَهو عَفو،
فَقواعِدهُم لَم تَسكتْ عَن هذا الشَّيء الذِي سَكت اللهُ عَنه.
السَّابِعة: وَضع شُروط مُخالِفَة لِكتابِ اللهِ، وَقد قَال صلى الله عليه وسلم: «مَا كَان مِنْ شَرْطٍ لَيْسَ فِي كِتَابِ اللهِ فَهُوَ بَاطِلٌ، وَإِنْ كَانَ مائَةَ شَرْطٍ» ([1])، وَقَالَ عليه الصلاة والسلام: «المُسْلِمُونَ عَلَى شُرُوطِهِمْ إِلا شَرْطًا حَرَّمَ حَلاَلاً أَوْ أَحَلَّ حَرَامًا» ([2]).
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2561)، ومسلم رقم (1504).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد