أوْ دينِهِ وكتَابِهِ ورَسُولِهِ **** ولقائِهِ وقِيَامَةِ الأبْدَانِ
فأُولاءِ
بَينَ الذَّنْبِ والأجرَيْنِ أوْ **** إحْدَاهُما أوْ وَاسِعِ الغُفرانِ
فَانْظرْ
إِلَى أحْكَامِنا فيهِمْ وقَدْ **** جَحَدوا النُّصوصَ ومُقتضَى القرآنِ
وانظرْ
إلى أحْكَامِهِمْ فينا لأجـ **** ـلِ خلافِهِمْ إذ قادَهُ الوَحْيانِ
هَلْ
يستوي الحُكْمانِ عندَ اللهِ أوْ **** عِندَ الرسولِ وعندَ ذي إيمانِ
****
مَن كَان هَذا شَأنَه فَإنَّه إمَّا أنَّه
يُؤجَر أجْرين إنْ أصَاب الحَقَّ، أو يُؤجر أجرًا واحدًا إنْ لَم يُصب الحَقَّ
لاجْتِهاده ونِيَّته الطَّيبَة، أو أنَّ اللهَ يَغفر لَه فَهو وَاسعُ المَغفِرة
سُبحَانه وتَعَالى.
انظُر
إِلى العَدلِ الذِي عِندَ أهْل الحَديثِ وأهْلِ السُّنَّة معَ خُصومِهم، وأنَّهم
لا يُكفرونَهم فِي الجُملَة، وإنَّما يُفصلون وينظُرُون فِي أحْوَالهم، ويُعطُون
كلًّا حُكمَه مِن الكُفر والضَّلاَل والفِسقِ أو العُذرِ لِبعضِهم، فَهذا هُو
الحُكم العَادِل الذِي لَيس مَصدرُه التعصُّب، وإنَّما مصدرُه الكِتابُ
والسُّنَّة، فَهذا التَّقسيمُ الذِي ذكرَه الشَّيخ في أصْنَاف النَّاس مع الحَقِّ
مبنيٌّ عَلى الكِتابِ والسُّنَّة، فالنَّاس مع الحق أقسام:
القِسمُ
الأوَّل: مَن عَرفُوا الحَقَّ واتَّبَعوه. هَؤلاءِ أهلُ
الإيمَان الصَّحِيح، وأهْل السُّنَّة والجَمَاعةِ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد