وَلَهُ الشَّفَاعَة كُلُّها وَهُو الذِي **** فِي ذَاكَ يَأذَن لِلشَّفِيعِ الدَّانِي
لِمَنِ
ارْتَضَى مِمَّنْ يُوَحِّدُهُ وَلَمْ **** يُشْرِكْ بِهِ شَيئًا لِمَا قَدْ جَاءَ فِي
القُرْآَنِ
سَبَقَتْ
شَفَاعَتُهُ إِلَيهِ فَهُوَ مَشْـ **** ـفُوعٌ إِلَيهِ وَشَافِعٌ ذُو شَانِ
فَلِذَا
أَقَامَ الشَّافِعِينَ كَرَامَةً **** لَهُمُ وَرَحَمَةُ صَاحِبَ العِصْيَانِ
****
هُناك فُروقٌ بَين اللهِ وَبينَ المُلوكِ والسَّلاطينِ
تَتلخَّصُ فِيما يَلي:
الأوَّلُ:
أنَّ المُلوكَ عَاجِزون عَن إِجابَة طَلبَات الرَّعِيَّة.
الثَّانِي:
أنَّهم لا يَعلَمون أحْوَال الرَّعيَّةِ إلا بَعد أنْ يُبلِّغَهم الوُسَطاء.
الثَّالِث:
عَدمُ قُدرتِهِم عَلى قَضَاء حَوائِج النَّاس دَائمًا.
الرَّابِع:
لِقسْوتِهم وَعَدم رَحمَتهِم للرَّعِيَّة.
الخَامس:
أنَّ الشَّفاعَة كُلَّها للهِ، فَلا أحَد يَشفَع عِندَه إلاَّ بِإذنِه﴿مَن ذَا ٱلَّذِي
يَشۡفَعُ عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ﴾
[البقرة: 255].
أمَّا
المُلوك فَليسَ بِلازمٍ أنْ يَأذَنوا لِمن يَشفَع عِندَهم.
والحِكمَة
فِي أنَّ اللهَ يُشَفِّع مَن يَشَاء مِن عِبَاده المُؤمِنين مِن وَجهَين:
الأَوَّل:
أنَّ اللهَ يُريدُ بِذَلك إِكرَام «الشَّافِع» وَإظْهَار فَضْله.
الثَّاني:
الرَّحمَة بِالمَشفُوع فِيه؛ لأنَّه من عصَاة المُوحِّدين فَهُو مَحلٌّ للرَّحْمة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد