×
التعليق المختصر على القصيدة النونية الجزء الثالث

وَلَهُ الشَّفَاعَة كُلُّها وَهُو الذِي  ****  فِي ذَاكَ يَأذَن لِلشَّفِيعِ الدَّانِي

لِمَنِ ارْتَضَى مِمَّنْ يُوَحِّدُهُ وَلَمْ  ****  يُشْرِكْ بِهِ شَيئًا لِمَا قَدْ جَاءَ فِي القُرْآَنِ

سَبَقَتْ شَفَاعَتُهُ إِلَيهِ فَهُوَ مَشْـ  ****  ـفُوعٌ إِلَيهِ وَشَافِعٌ ذُو شَانِ

فَلِذَا أَقَامَ الشَّافِعِينَ كَرَامَةً  ****  لَهُمُ وَرَحَمَةُ صَاحِبَ العِصْيَانِ

****

 هُناك فُروقٌ بَين اللهِ وَبينَ المُلوكِ والسَّلاطينِ تَتلخَّصُ فِيما يَلي:

الأوَّلُ: أنَّ المُلوكَ عَاجِزون عَن إِجابَة طَلبَات الرَّعِيَّة.

الثَّانِي: أنَّهم لا يَعلَمون أحْوَال الرَّعيَّةِ إلا بَعد أنْ يُبلِّغَهم الوُسَطاء.

الثَّالِث: عَدمُ قُدرتِهِم عَلى قَضَاء حَوائِج النَّاس دَائمًا.

الرَّابِع: لِقسْوتِهم وَعَدم رَحمَتهِم للرَّعِيَّة.

الخَامس: أنَّ الشَّفاعَة كُلَّها للهِ، فَلا أحَد يَشفَع عِندَه إلاَّ بِإذنِه﴿مَن ذَا ٱلَّذِي يَشۡفَعُ عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ [البقرة: 255].

أمَّا المُلوك فَليسَ بِلازمٍ أنْ يَأذَنوا لِمن يَشفَع عِندَهم.

والحِكمَة فِي أنَّ اللهَ يُشَفِّع مَن يَشَاء مِن عِبَاده المُؤمِنين مِن وَجهَين:

الأَوَّل: أنَّ اللهَ يُريدُ بِذَلك إِكرَام «الشَّافِع» وَإظْهَار فَضْله.

الثَّاني: الرَّحمَة بِالمَشفُوع فِيه؛ لأنَّه من عصَاة المُوحِّدين فَهُو مَحلٌّ للرَّحْمة.


الشرح