وأنَّ الجنةَ ثمنٌ للعمل، فالباءُ باءُ الثَّمن
بينما الحديثُ نفَى هذا فقال: «لَنْ
يَدْخُلَ أَحَدُكُمُ الْجَنَّةَ بِعَمَلِه» فالباء هنا في مَعْرِض النفي، فما
هي طريقةُ الجمعِ بينَ الآيةِ والحديث؟ فنقول: الجمعُ واضِحٌ وللهِ الحمد.
إن
الجنةَ ليست ثمنًا للعمل، فلو أنَّ الإنسانَ عمِل في الحياةِ كلِّها ما وَازَن
عمَلُه أقلَّ نعمةٍ من نعمِ اللهِ عليه، ولكن الجنة تُدْخَل برحمةِ اللهِ تعالى
والعملُ سببٌ وليس مُوجِبًا لدخولِ الجنةِ بلْ هو سَبب، وعليه فتكونُ الباءُ في
الآية للسببية، والمعنى ادخلوا الجنةَ بسببِ ما كنتم تعملون، والمَنفي في الحديثِ
الثَّمَنية، أي: أن العملَ ليس ثمنًا للجَنة، وبذلك زالَ الإشكالُ والحمدُ لله
لأنه لا تعارُضَ بين كلامِ اللهِ ورسولِه.
***
الصفحة 4 / 495
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد