قوله: «هَذَا
هُوَ النَّقْلُ الثَّابِتُ عِنْدَ أَهْلِ التَّفْسِير»، في تفسير هذه الآية،
وليس ما يزعمه الخرافيون من أنها تعني التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم.
قوله: «وَالاِسْتِفْتَاحُ الاِسْتِنْصَارُ، وَهُوَ
طَلَبُ الْفَتْحِ وَالنَّصْرِ»، كما قال شعيب عليه السلام: ﴿رَبَّنَا ٱفۡتَحۡ بَيۡنَنَا
وَبَيۡنَ قَوۡمِنَا بِٱلۡحَقِّ﴾ أي: انصرنا، ﴿وَأَنتَ
خَيۡرُ ٱلۡفَٰتِحِينَ﴾ [الأعراف: 89] خير الناصرين، وقال نوح عليه السلام: ﴿قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوۡمِي كَذَّبُونِ
١١٧فَٱفۡتَحۡ بَيۡنِي وَبَيۡنَهُمۡ فَتۡحٗا وَنَجِّنِي وَمَن مَّعِيَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ
١١٨﴾ [الشعراء: 117، 118] افتح بيني وبينهم فتحًا؛ أي:
انصرني عليهم.
قوله: «هُوَ أَنْ يُبْعَثَ فَيُقَاتِلُونَهُمْ
مَعَهُ». لا شك أنهم لو صدقوا في هذا لنصرهم الله، «لَيْسَ هُوَ بِإِقْسَامِهِمْ بِهِ وَسُؤَالِهِمْ بِهِ»، ليس هو
التوسل به صلى الله عليه وسلم.
قوله: «إذْ لَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَكَانُوا إذَا
سَأَلُوا أَوْ أَقْسَمُوا بِهِ نُصِرُوا»، لو كان المقصود بالآية التوسل به
صلى الله عليه وسلم، فهم توسلوا ولم ينصروا؛ فدل على أن المقصود أنهم يعدون
ويهددون باتباعه، والمقاتلة معه، ولم يصدقوا في ذلك، أما لو كان القصد التوسل
لنصرهم الله؛ لأنهم توسلوا به، فلم ينفعهم.
قوله: «بَلْ لَمَّا بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم نَصَرَ اللَّهُ مَنْ آمَنَ بِهِ وَجَاهَدَ مَعَهُ عَلَى مَنْ خَالَفَهُ». هذا واضح، فالذين آمنوا بالرسول صلى الله عليه وسلم وجاهدوا معه نصرهم الله، وأظهرهم على أهل الأرض، فالاستفتاح به صلى الله عليه وسلم هو اتباعه، والمقاتلة معه.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد