الشرط الثاني: أن يكون المشفوع فيه من
عصاة الموحدين الذين استوجبوا دخول النار والتعذيب، فيشفع لهم الشفعاء، ويدعون
الله أن ينجيهم وينقذهم من العذاب، ويخلصهم الله من ذلك، ويقبل فيهم شفاعة
الشافعين.
والشفاعة تنفع
المؤمن ولا تنفع الكافر، فلا يجوز أن يُدعى للكافر الميت، أو أن يُستغفر له؛ قال
تعالى: ﴿مَا كَانَ
لِلنَّبِيِّ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَن يَسۡتَغۡفِرُواْ لِلۡمُشۡرِكِينَ وَلَوۡ
كَانُوٓاْ أُوْلِي قُرۡبَىٰ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمۡ أَنَّهُمۡ أَصۡحَٰبُ
ٱلۡجَحِيمِ﴾ [التوبة: 113]، فالكافر لا تنفعه الشفاعة عند الله، ﴿فَمَا تَنفَعُهُمۡ شَفَٰعَةُ
ٱلشَّٰفِعِينَ﴾ [المدثر: 48]، ﴿مَا
لِلظَّٰلِمِينَ مِنۡ حَمِيمٖ وَلَا شَفِيعٖ يُطَاعُ﴾ [غافر: 18] إذا
وقعوا في العذاب يقولون: ﴿فَهَل
لَّنَا مِن شُفَعَآءَ فَيَشۡفَعُواْ لَنَآ أَوۡ نُرَدُّ فَنَعۡمَلَ غَيۡرَ ٱلَّذِي
كُنَّا نَعۡمَلُۚ﴾ [الأعراف: 53] هذا كله تَمَنٍّ للمستحيل، نسأل الله
العافية.
والشفاعة التي نفاها
الله هي التي اختل فيها شرط من هذين الشرطين، وأما الشفاعة المثبتة فهي التي توافر
فيها الشرطان، فالشفاعة ليست منفية مطلقًا، ولا مثبتة مطلقًا.
قوله: «كَالَّتِي أَثْبَتَهَا الْمُشْرِكُونَ
وَمَنْ ضَاهَاهُمْ مِنْ جُهَّالِ هَذِهِ الأُْمَّةِ»، التي لم تشتمل على
الشرطين وأثبتها للمشركون: ﴿وَيَقُولُونَ
هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ﴾ [يونس: 18] أثبتوا
لهم شفاعة، والله جل وعلا نفاها.
قوله: «وَالثَّانِي: أَنْ يَشْفَعَ الشَّفِيعُ
بِإِذْنِ اللَّهِ، وَهَذِهِ الَّتِي أَثْبَتَهَا اللَّهُ تعالى لِعِبَادِهِ
الصَّالِحِينَ». هذا سيد الشفعاء محمد صلى الله عليه وسلم لا يشفع إلا من بعد
أن يأذن الله له.
وهذا الحديث: أن الخلائق يوم القيامة إذا حشروا حفاة عراة على أقدامهم، ودنت منهم الشمس، وأصابهم الحر، وتصبَّب منهم العرق،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد