×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الثاني

 ويأتي برأيه، ونحن متعبدون باتباع الكتاب والسنة، إذا كان عندك دليل من الكتاب والسنة فقل به، وإذا لم يكن عندك دليل فإنك تتوقف. وليس الأمر كما يقولون: حرية الرأي! حرية الرأي هذه أهلكت العالم، فنحن محكومون بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليست المسألة مسألة رأي، إنما اتباع واقتداء.

قوله: «وَمَا لَمْ يَعْلَمْهُ أَمْسَكَ عَنْهُ»؛ لأن الله جل وعلا قال: ﴿وَلَا تَقۡفُ مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٌۚ إِنَّ ٱلسَّمۡعَ وَٱلۡبَصَرَ وَٱلۡفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَٰٓئِكَ كَانَ عَنۡهُ مَسۡ‍ُٔولٗا [الإسراء: 36]، وجعل القول عليه بغير علم فوق الشرك: ﴿قُلۡ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ ٱلۡفَوَٰحِشَ مَا ظَهَرَ مِنۡهَا وَمَا بَطَنَ وَٱلۡإِثۡمَ وَٱلۡبَغۡيَ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّ وَأَن تُشۡرِكُواْ بِٱللَّهِ مَا لَمۡ يُنَزِّلۡ بِهِۦ سُلۡطَٰنٗا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ [الأعراف: 33] فالذي لا يعلم يمسك لسانه وقلمه، ولا يتكلم من غير دليل من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

قوله: «وَلاَ يَقْفُو مَا لَيْسَ لَهُ بِهِ عِلْمٌ، وَلاَ يَقُولُ عَلَى اللَّهِ مَا لَمْ يَعْلَمْ، فَإِنَّ اللَّهَ تعالى قَدْ حَرَّمَ ذَلِكَ كُلَّه»، كما في الآيتين: ﴿وَلَا تَقۡفُ مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٌۚ [الإسراء: 36]، ﴿وَأَن تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ [الأعراف: 33]. وهذه القاعدة التي ذكرها الشيخ ليدخل تحتها ما هو بصدد الكلام عنه، وهو التوسل الذي أصبح شغل الناس الشاغل، فالتوسل إذا كان موافقًا للكتاب والسنة فهو حق؛ وذلك كالتوسل بالأعمال الصالحة، والتوسل إلى الله بأسمائه وصفاته، هذا هو التوسل بعمل الطاعات التي تقرب إلى الله، وهذه وسيلة مشروعة دل عليها الكتاب والسنة، أما التوسل بذوات المخلوقين، أو بجاههم، أو اتخاذهم شفعاء، وأنهم يقربون إلى الله زلفى، فهذا هو التوسل الممنوع الباطل؛ لأنه ليس في الكتاب ولا في السنة.


الشرح