الصحابة رضي الله عنهم لم يطلبوا بعد موته، وكانوا يطلبون منه في حال حياته
كما سبق، ولكن يبقى دعاء الصالحين من هذه الأمة، فيطلب من الصالحين الدعاء بالغيث،
والدعاء بالشفاء، والدعاء إلى الله بقضاء حاجة من حاجات العباد.
قوله: «وَإِنْ كَانَ سُؤَالاً بِسَبَبٍ يَقْتَضِي
الْمَطْلُوبَ، كَالسُّؤَالِ بِالأَْعْمَالِ الَّتِي فِيهَا طَاعَةُ اللَّهِ
وَرَسُولِهِ»، مثل: الحديث الذي مر: «أَسْأَلُكَ
بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّك أَنْتَ اللَّهُ لاَ إلَهَ إلاَّ أَنْتَ...» الباء
مسببة، أي: بسبب أني أشهد أن لا إله إلا أنت، فهذا سبب مشروع.
قوله: «مِثْلِ السُّؤَالِ بِالإِْيمَانِ
بِالرَّسُولِ وَمَحَبَّتِهِ وَمُوَالاَتِهِ وَنَحْوِ ذَلِكَ، فَهَذَا جَائِز»،
كما في قول الله جل وعلا: ﴿رَبَّنَآ
ءَامَنَّا بِمَآ أَنزَلۡتَ وَٱتَّبَعۡنَا ٱلرَّسُولَ فَٱكۡتُبۡنَا مَعَ ٱلشَّٰهِدِينَ﴾ [آل عمران: 53]، ﴿رَّبَّنَآ إِنَّنَا
سَمِعۡنَا مُنَادِيٗا يُنَادِي لِلۡإِيمَٰنِ﴾ هو الرسول صلى الله
عليه وسلم: ﴿رَّبَّنَآ إِنَّنَا
سَمِعۡنَا مُنَادِيٗا يُنَادِي لِلۡإِيمَٰنِ أَنۡ ءَامِنُواْ بِرَبِّكُمۡ فََٔامَنَّاۚ
رَبَّنَا فَٱغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرۡ عَنَّا سَئَِّاتِنَا وَتَوَفَّنَا
مَعَ ٱلۡأَبۡرَارِ ١٩٣رَبَّنَا وَءَاتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَىٰ رُسُلِكَ وَلَا تُخۡزِنَا
يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۖ إِنَّكَ لَا تُخۡلِفُ ٱلۡمِيعَادَ ١٩٤﴾ [آل عمران: 193،
194] توسلوا باتباعهم للرسول صلى الله عليه وسلم.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد