2- تعريف الولاء:
فالموالاة تعني: الموالاة بالقلب
وتكون بالمحبة، والموالاة بالفعل وتكون بالمناصرة، والموالاة باللسان وتكون بالمدح
والثناء عليهم، إلى غير ذلك، هذه موالاة للكفار، قال تعالى: ﴿لَّا تَجِدُ قَوۡمٗا
يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ يُوَآدُّونَ مَنۡ حَآدَّ ٱللَّهَ
وَرَسُولَهُۥ وَلَوۡ كَانُوٓاْ ءَابَآءَهُمۡ أَوۡ أَبۡنَآءَهُمۡ أَوۡ
إِخۡوَٰنَهُمۡ أَوۡ عَشِيرَتَهُمۡۚ﴾ [المجادلة: 22]، فدل على أن الموالاة للكفار تتنافى مع
الإيمان بالله واليوم الآخر، وقوله: ﴿يُوَآدُّونَ
مَنۡ حَآدَّ ٱللَّهَ﴾ أي: لم يكن مع الله ورسوله، بل كان في جانب آخر، وقوله:
﴿وَرَسُولَهُۥ وَلَوۡ
كَانُوٓاْ ءَابَآءَهُمۡ أَوۡ أَبۡنَآءَهُمۡ أَوۡ إِخۡوَٰنَهُمۡ أَوۡ﴾ يدل على أنه لا
تحمله القرابة على أن يواليهم وهم أعداء الله عز وجل، فإبراهيم عليه السلام لما
تبين له أن أباه عدو لله تبرأ منه، قال تعالى: ﴿وَمَا
كَانَ ٱسۡتِغۡفَارُ إِبۡرَٰهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوۡعِدَةٖ وَعَدَهَآ
إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُۥٓ أَنَّهُۥ عَدُوّٞ لِّلَّهِ تَبَرَّأَ مِنۡهُۚ
إِنَّ إِبۡرَٰهِيمَ لَأَوَّٰهٌ حَلِيمٞ﴾ [التوبة: 114]، هذا هو
الإيمان، أما الذي يستوي عنده الناس كلهم سواء، كما يقولون إخوة في الإنسانية
ويدندنون حولها!، فلا، لأننا مسلمون لا ننادي بالإنسانية ولكن ننادي بالإيمان،
ولكن لا يجوز العدوان والتعدي حتى على الكفار، قال تعالى: ﴿وَلاَ
يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ
لِلتَّقْوَى﴾ [المائدة: 8]، فلا يجوز التعدي والعدوان، والزعم أن ذلك
من البراء، بل إن ذلك عدوان محرم وظلم.
فلا نحب الكفار ولو كانوا أقرب الناس إلينا، ومن باب أولى لا نناصر هم، أي: لا ننحاز معهم ضد المسلمين، ولا نمدحهم ونثني عليهم، ولا نتشبه بهم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ» ([1]).
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4031)، وأحمد رقم (5667).