وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ
هُوَ مَلَكٌ مِنْ الْمَلاَئِكَةِ وَالْمَلاَئِكَةُ لاَ تُعِينُ الْمُشْرِكِينَ
وَإِنَّمَا هُمْ شَيَاطِينُ أَضَلُّوهُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ. وَفِي مَوَاضِعِ
الشِّرْكِ مِنْ الْوَقَائِعِ وَالْحِكَايَاتِ الَّتِي يَعْرِفُهَا مَنْ هُنَالِكَ
وَمَنْ وَقَعَتْ لَهُ مَا يَطُولُ وَصْفُهُ. وَأَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ فِيهَا
نَوْعَانِ: نَوْعٌ يُكَذِّبُ بِذَلِكَ كُلِّهِ. وَنَوْعٌ يَعْتَقِدُ ذَلِكَ كَرَامَاتٍ
لأَِوْلِيَاءِ اللَّهِ.
فَالأَْوَّلُ
يَقُولُ إنَّمَا هَذَا خَيَالٌ فِي أَنْفُسِهِمْ لاَ حَقِيقَةَ لَهُ فِي
الْخَارِجِ فَإِذَا قَالُوا ذَلِكَ لِجَمَاعَةِ بَعْدَ جَمَاعَةٍ فَمَنْ رَأَى
ذَلِكَ وَعَايَنَهُ مَوْجُودًا أَوْ تَوَاتَرَ عِنْدَهُ ذَلِكَ عَمَّنْ رَآهُ
مَوْجُودًا فِي الْخَارِجِ وَأَخْبَرَهُ بِهِ مَنْ لاَ يُرْتَابُ فِي صِدْقِهِ
كَانَ هَذَا مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ ثَبَاتِ هَؤُلاَءِ الْمُشْرِكِينَ
الْمُبْتَدِعِينَ الْمُشَاهِدِينَ لِذَلِكَ وَالْعَارِفِينَ بِهِ بِالأَْخْبَارِ
الصَّادِقَةِ.
ثُمَّ
هَؤُلاَءِ الْمُكَذِّبُونَ لِذَلِكَ مَتَى عَايَنُوا بَعْضَ ذَلِكَ خَضَعُوا
لِمَنْ حَصَلَ لَهُ ذَلِكَ وَانْقَادُوا لَهُ وَاعْتَقَدُوا أَنَّهُ مِنْ
أَوْلِيَاءِ اللَّهِ مَعَ كَوْنِهِمْ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ لاَ يُؤَدِّي فَرَائِضَ
اللَّهِ حَتَّى وَلاَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ وَلاَ يَجْتَنِبُ مَحَارِمَ اللَّهِ؛
لاَ الْفَوَاحِشَ وَلاَ الظُّلْمَ؛ بَلْ يَكُونُ مِنْ أَبْعَدِ النَّاسِ عَنْ
الإِْيمَانِ وَالتَّقْوَى الَّتِي وَصَفَ اللَّهُ بِهَا أَوْلِيَاءَهُ فِي قَوْله
تَعَالَى: ﴿أَلَآ إِنَّ
أَوۡلِيَآءَ ٱللَّهِ لَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ٦٢ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ ٦٣﴾ [يونس: 62، 63]، فَيَرَوْنَ
مَنْ هُوَ مِنْ أَبْعَدِ النَّاسِ عَنْ الإِْيمَانِ وَالتَّقْوَى لَهُ مِنْ
الْمُكَاشَفَاتِ وَالتَّصَرُّفَاتِ الْخَارِقَاتِ مَا يَعْتَقِدُونَ أَنَّهُ مِنْ
كَرَامَاتِ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ الْمُتَّقِينَ.
الصفحة 1 / 690
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد