×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

 وَكَمَا يُسْأَلُ بِوَعْدِهِ لأَِنَّ وَعْدَهُ يَقْتَضِي إنْجَازَ مَا وَعَدَهُ وَمِنْهُ قَوْلُ الْمُؤْمِنِينَ ﴿رَّبَّنَآ إِنَّنَا سَمِعۡنَا مُنَادِيٗا يُنَادِي لِلۡإِيمَٰنِ أَنۡ ءَامِنُواْ بِرَبِّكُمۡ فَ‍َٔامَنَّاۚ رَبَّنَا فَٱغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرۡ عَنَّا سَيِّ‍َٔاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ ٱلۡأَبۡرَارِ [آل عمران: 193]، وَقَوْلُهُ: ﴿إِنَّهُۥ كَانَ فَرِيقٞ مِّنۡ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَآ ءَامَنَّا فَٱغۡفِرۡ لَنَا وَٱرۡحَمۡنَا وَأَنتَ خَيۡرُ ٱلرَّٰحِمِينَ ١٠٩فَٱتَّخَذۡتُمُوهُمۡ سِخۡرِيًّا حَتَّىٰٓ أَنسَوۡكُمۡ ذِكۡرِي وَكُنتُم مِّنۡهُمۡ تَضۡحَكُونَ ١١٠ [المؤمنون: 109، 110].

وَيُشْبِهُ هَذَا مُنَاشَدَةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ حَيْثُ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي» ([1]).

وَكَذَلِكَ مَا فِي التَّوْرَاةِ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى غَضِبَ عَلَى بَنِي إسْرَائِيلَ فَجَعَلَ مُوسَى يَسْأَلُ رَبَّهُ وَيَذْكُرُ مَا وَعَدَ بِهِ إبْرَاهِيمَ فَإِنَّهُ سَأَلَهُ بِسَابِقِ وَعْدِهِ لِإِبْرَاهِيمَ.

وَمِنْ السُّؤَالِ بِالأَْعْمَالِ الصَّالِحَةِ سُؤَالُ الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ أَوَوْا إلَى غَارٍ فَسَأَلَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ بِعَمَلِ عَظِيمٍ أَخْلَصَ فِيهِ لِلَّهِ لأَِنَّ ذَلِكَ الْعَمَلَ مِمَّا يُحِبُّهُ اللَّهُ وَيَرْضَاهُ مَحَبَّةً تَقْتَضِي إجَابَةَ صَاحِبِهِ: هَذَا سَأَلَ بِبِرِّهِ لِوَالِدَيْهِ وَهَذَا سَأَلَ بِعِفَّتِهِ التَّامَّةِ وَهَذَا سَأَلَ بِأَمَانَتِهِ وَإِحْسَانِهِ ([2]).

**********

الشرح

قوله: «وَمِنْهُ قَوْلُ الْمُؤْمِنِينَ ﴿رَّبَّنَآ إِنَّنَا سَمِعۡنَا مُنَادِيٗا». هذا من التوسل، ﴿إِنَّنَا سَمِعۡنَا مُنَادِيٗا وهو الرسول صلى الله عليه وسلم ﴿يُنَادِي لِلۡإِيمَٰنِ أَنۡ ءَامِنُواْ بِرَبِّكُمۡ فَ‍َٔامَنَّاۚ توسلوا إلى الله بإيمانهم وإجابتهم للرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا توسل بالعمل الصالح، وهو سائغ.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (1763).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (3465)، ومسلم رقم (2743).