فأوصى صلى الله عليه وسلم بثلاثة أشياء:
الأول: تقوى الله.
الثاني: السمع والطاعة لولاة الأمور.
الثالث: التمسك بالسنة عند ظهور الفتن والاختلاف؛ فأوصى بالتمسك بسنته صلى الله
عليه وسلم.
«فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ
مِنْكُمْ» أي: من الصحابة، فإذا كان هذا يحدث في عصر الصحابة: الاختلاف والفتن، فكيف
بمن يأتي بعدهم؟.
«فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ
مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلاََفًا كَثيِرًا» يعني: بين الناس.
«فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي» لا ينجي من هذا
الاختلاف إلا التمسك بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأنها تحسم الخلاف كما قال
الله جل وعلا: ﴿فَإِن
تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ
تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ ذَٰلِكَ خَيۡرٞ وَأَحۡسَنُ
تَأۡوِيلًا﴾ [النساء: 59].
وفي حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم
عما يحدث من الفتن، وما يأتي بعد هذه الفتن من الخير، ثم يأتي بعدها فتن وهكذا،
فقال حذيفة للرسول صلى الله عليه وسلم: فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي
ذَلِكَ؟ قال: «تَلْزَمُ جَمَاعَةَ
الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ»، قال حذيفة رضي الله عنه: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ
لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلاَ إِمَامٌ؟ قال: «فَاعْتَزِلْ
تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى
يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ» ([1]).
هذه وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لي لحذيفة عند ظهور الفتن، وهي وصية للأمة كلها، والفتن تحدث لا سيما في آخر الزمان، تكثر الفتن، ولكن -والحمد لله- معنا من كتاب الله وسنة رسوله ما يعصمنا من هذه الفتن إذا تمسكنا بها.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3606)، ومسلم رقم (1847).