باب: قول الله تعالى: ﴿وَعَلَى
ٱللَّهِ فَتَوَكَّلُوٓاْ
إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ﴾ [المائدة: 23].
**********
قوله:
باب قول الله تعالى: ﴿وَعَلَى ٱللَّهِ
فَتَوَكَّلُوٓاْ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ﴾. قال أبو
السعادات: «يقال: تَوَكَّل بالأمر؛ إذا ضَمِن القيام به» ([1]).
وأراد
المصنف بهذه الترجمة بالآية بيان أن التوكل فريضة يجب إخلاصه لله؛ لأنه مِن أجمع
أنواع العبادة الباطنة، فإن تقديم المعمول يفيد الحصر، فلا يحصل كمال التوحيد
بأنواعه الثلاثة إلاَّ بكمال التوكل على الله، كما في هذه الآية.
قال
الإمام أحمد: «التوكل عمل القلب».
قال
ابن القيم في الآية المترجم بها: «فجَعَل التوكل على الله شرطًا في الإيمان، فدل
على انتفاء الإيمان عند انتفائه».
قال
شيخ الإسلام: «وما رجا أحدٌ مخلوقًا أو توكل عليه، إلاَّ خاب ظنه فيه؛ فإنه مشرك: ﴿وَمَن
يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ ٱلسَّمَآءِ فَتَخۡطَفُهُ ٱلطَّيۡرُ
أَوۡ تَهۡوِي بِهِ ٱلرِّيحُ فِي مَكَانٖ سَحِيقٖ﴾ [الحج: 31].
·
والتوكل قسمان:
أحدهما: التوكل في الأمور التي لا يَقْدِر عليها إلاَّ الله؛ كالتوكل على الأموات والغائبين... ونحوهم من الطواغيت، فهذا شرك أكبر لا يغفره الله إلاَّ بالتوبة منه.
الصفحة 1 / 513