×
إِتْحافُ القاري بالتَّعليقات على شرح السُّنَّةِ لِلْإِمَامِ اَلْبَرْبَهَارِي الجزء الثاني

 الكُتُبُ النَّافعةُ المفيدةُ، ولا سيَّما الكُتُبُ الأَصِيْلةُ، وكلَّما تقادم الكتابُ فهو أَقْربُ إِلى الحقِّ؛ لأَنَّه يكون قريبًا من القُرُونِ المفضَّلةِ.

قولُه: «فعسى يَرُدُّ اللهُ به حَيْرَانًا عن حَيْرَتِه» هذه فائِدةُ نَشْرِ الكُتُبِ المفيدةِ أَنَّ اللهَ قد يَرُدُّ بها حيرانًا من حيرته، أَوْ ضالاً عن ضلالته؛ لأَنَّ بعضَ النَّاس يكون جاهلاً، ولو بيَّن له الحقَّ لأَتْبعه، هذا هو الذي يستفيد من نَشَرَ الكُتُبَ، أَمَّا الزَّائِغُ الذي يتبع هواه، فهذا لن تفيدَه الكُتُبُ شيئًا، بل ربَّما تَفْتنُهُ أَكْثر.

قولُه: «أَوْ صاحبَ بِدْعةٍ عن بدعتِه، أَوْ ضالاً عن ضلالتِه فينجو به» فيكون لك الأَجْرُ في توزيع هذا الكتاب وأَمْثالِه، وليس خاصًا بهذا الكتابِ، كلُّ الكُتُبِ النَّافعةِ وكُتُبِ العقيدةِ بالذَّات، يجب أَنْ تُنْشَرَ، وتوزع على النَّاس بدلاً أَنْ يوزع عليهم كُتُبُ الضَّلال، وكُتُبُ دعوةِ الضَّلال، توزع عليهم هذه الكُتُبُ؛ لأَنَّ كثيرًا من النَّاس على جهلٍ لو بُيِّنَ لهم الحقُّ لقَبِلُوهُ وانتفعوا به.

قولُه: «فاتَّقِ اللهَ، وعليكَ بالأَمْرِ الأَوَّلِ العتيقِ» أَيْ: الْزَمْ بالأَمْرِ الأَوَّلِ، وهو ما كان عليه الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم وأَصْحابُه والقُرُونُ المفضَّلةُ، «العتيق» يعني القديمُ، وهذا فيه التَّحْذيرُ ممَّا جدَّ من الشُّرور والفِتَنِ، فإِذا رَأَيْتَ الاختلافَ، ورَأَيْتَ كثرةَ الأَقْوال فعليكَ أَنْ تنظرَ لما عليه السَّلفُ الصَّالحُ وتمسَّكْ به؛ لأَنَّه الحقُّ.

قولُه: «وهو ما وصفتُ لك في هذا الكتابِ» أَيْ ما ذكره من أُصولِ اعتقادِ أَهْلِ السُّنَّةِ والجماعةِ وبَسَطَه رحمه الله ووسَّع فيه القولَ.


الشرح