×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

 قُتِلْتُ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ: كَذَبْتَ، وَتَقُولُ لَهُ الْمَلاَئِكَةُ: كَذَبْتَ، وَيَقُولُ اللَّهُ: بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ: فُلاَنٌ جَرِيءٌ ؟ فَقَدْ قِيلَ ذَاكَ». ثُمَّ ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى رُكْبَتِي فَقَالَ: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، أُولَئِكَ الثَّلاَثَةُ أَوَّلُ خَلْقِ اللَّهِ تُسَعَّرُ بِهِمُ النَّارُ يَوْمَ القِيَامَةِ» ([1]).

**********

قوله: ﴿مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا أي: مَن كان يقصد بعمل الآخرة عَرَض الدنيا، ﴿وَزِينَتَهَا زينة الدنيا هي المال والولد؛ كما قال عز وجل: ﴿ٱلۡمَالُ وَٱلۡبَنُونَ زِينَةُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ [الكهف: 46].

قوله: ﴿نُوَفِّ إِلَيۡهِمۡ أَعۡمَٰلَهُمۡ فِيهَا هذا جواب الشرط، أي: نعطه من الدنيا ما أراد استدراجًا له. وقَيَّد ذلك بالمشيئة؛ كما في الآية الأخرى: ﴿م مَّن كَانَ يُرِيدُ ٱلۡعَاجِلَةَ عَجَّلۡنَا لَهُۥ فِيهَا مَا نَشَآءُ لِمَن نُّرِيدُ، وقد يُحْرَم - والعياذ بالله - من الدنيا والآخرة، فلا يحصل له مقصوده في الدنيا، وليس له أجر في الآخرة. وقد يُعْطَى ما نوى في الدنيا، ويُحْرَم من أجر الآخرة؛ كما في قوله عز وجل: ﴿مَن كَانَ يُرِيدُ حَرۡثَ ٱلۡأٓخِرَةِ نَزِدۡ لَهُۥ فِي حَرۡثِهِۦۖ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرۡثَ ٱلدُّنۡيَا نُؤۡتِهِۦ مِنۡهَا وَمَا لَهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ [الشوري: 20].

هذه الآية مطلقة مثل الآية التي في سورة «هود» تمامًا، قَيَّد فيها آية «الإسراء»: ﴿عَجَّلۡنَا لَهُۥ فِيهَا مَا نَشَآءُ لِمَن نُّرِيدُ.


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (2382)، وابن خزيمة رقم (2482)، وابن حبان رقم (408).