قُتِلْتُ، فَيَقُولُ
اللَّهُ تَعَالَى لَهُ: كَذَبْتَ، وَتَقُولُ لَهُ الْمَلاَئِكَةُ: كَذَبْتَ،
وَيَقُولُ اللَّهُ: بَلْ أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ: فُلاَنٌ جَرِيءٌ ؟ فَقَدْ قِيلَ
ذَاكَ». ثُمَّ ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى رُكْبَتِي
فَقَالَ: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، أُولَئِكَ الثَّلاَثَةُ أَوَّلُ خَلْقِ اللَّهِ
تُسَعَّرُ بِهِمُ النَّارُ يَوْمَ القِيَامَةِ» ([1]).
**********
قوله: ﴿مَن كَانَ يُرِيدُ
ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا﴾ أي: مَن كان يقصد بعمل الآخرة عَرَض الدنيا، ﴿وَزِينَتَهَا﴾ زينة الدنيا هي
المال والولد؛ كما قال عز وجل: ﴿ٱلۡمَالُ
وَٱلۡبَنُونَ زِينَةُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ﴾ [الكهف: 46].
قوله: ﴿نُوَفِّ
إِلَيۡهِمۡ أَعۡمَٰلَهُمۡ فِيهَا﴾ هذا جواب الشرط، أي: نعطه من الدنيا ما أراد استدراجًا
له. وقَيَّد ذلك بالمشيئة؛ كما في الآية الأخرى: ﴿م مَّن
كَانَ يُرِيدُ ٱلۡعَاجِلَةَ عَجَّلۡنَا لَهُۥ فِيهَا مَا نَشَآءُ لِمَن نُّرِيدُ﴾، وقد يُحْرَم -
والعياذ بالله - من الدنيا والآخرة، فلا يحصل له مقصوده في الدنيا، وليس له أجر في
الآخرة. وقد يُعْطَى ما نوى في الدنيا، ويُحْرَم من أجر الآخرة؛ كما في قوله عز
وجل: ﴿مَن كَانَ يُرِيدُ حَرۡثَ ٱلۡأٓخِرَةِ
نَزِدۡ لَهُۥ فِي حَرۡثِهِۦۖ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرۡثَ ٱلدُّنۡيَا نُؤۡتِهِۦ
مِنۡهَا وَمَا لَهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ﴾ [الشوري: 20].
هذه الآية مطلقة مثل الآية التي في سورة «هود» تمامًا، قَيَّد فيها آية «الإسراء»: ﴿عَجَّلۡنَا لَهُۥ فِيهَا مَا نَشَآءُ لِمَن نُّرِيدُ﴾.
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2382)، وابن خزيمة رقم (2482)، وابن حبان رقم (408).