ومنه: أُخِذ الإسلام، فإنه
من هذه المادة؛ لأنه الاستسلام والانقياد له، والتخلص من شوائب الشرك، فسَلِم لربه
وخَلَص له، كالعبد الذي سَلِم لمولاه ليس له فيه شركاء متشاكسون؛ ولهذا ضَرَب
سبحانه هذين المثلين للمسلم الخالص لربه وللمشرك به.
**********
قال الشيخ رحمه الله: «باب لا يقال:
السلام على الله»؛ لأن هذا من باب الدعاء، والله عز وجل يُدْعَى ولا يُدْعَى
له؛ لأنه غني عن ذلك.
فـ «السلام» معناه: الدعاء
بالسلامة من الآفات. وهذا لا يليق بالله عز وجل، وإنما يُدْعَى للمخلوقين، فيقال: «السلام عليك»، أو «السلام عليكم».
وكذلك فإن «السلام» من أسماء
الله عز وجل؛ كما جاء في آخِر سورة الحشر: ﴿هُوَ ٱللَّهُ
ٱلَّذِي لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡمَلِكُ ٱلۡقُدُّوسُ ٱلسَّلَٰمُ ٱلۡمُؤۡمِنُ﴾ [الحشر: 23]، فهو
من أسماء الله.
وعلى هذا يكون معنى قول: «السلام
عليكم»، أي: اسم الله عليكم، بمعنى: بركته عليكم، وحفظه وحمايته لكم.
فالله عز وجل هو السلام، وهو أيضًا المُسَلِّم عباده من الآفات والمحاذير،
فهو السلام، ويُطْلَب منه السلام سبحانه وتعالى. فلا مناسبة للسلام على الله من
عباده.
ولهذا جاء في حديث ابن مسعود رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا إِذَا كُنَّا مَعَ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الصَّلاَةِ، قُلْنَا: السَّلاَمُ عَلَى اللَّهِ
مِنْ عِبَادِهِ، السَّلاَمُ عَلَى فُلاَنٍ وَفُلاَنٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله
عليه وسلم: «لاَ تَقُولُوا السَّلاَمُ
عَلَى اللَّهِ، فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّلاَمُ». ثم عَلَّمهم التشهد كما
يعلمهم السورة من القرآن: