×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثالث

قوله: عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «الحَلِفُ مُنَفِّقَةٌ لِلسِّلْعَةِ، مُمْحِقَةٌ لِلْبَرَكَةِ» ([1]). أخرجاه أي: البخاري ومسلم. وأخرجه أبو داود والنَّسَائي.

والمعنى: أنه قد يحلف على ثمن السلعة بزيادة على ما اشتُريت به أو سُمِّيَتْ به، فيأخذها المشتري لظنه أنه صدق. وهذا وإن كان فيه زيادة فهو يمحق البركة، كما جاء في الحديث، والواقع يشهد بصحته، فإن ما عند الله لا يُنال إلا بطاعته، وإن تزخرفت الدنيا للعاصي فعاقبتها اضمحلال وذَهاب.

**********

هذا حديث صحيح متفق على صحته، قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: «الحَلِفُ مُنَفِّقَةٌ لِلسِّلْعَةِ، مُمْحِقَةٌ لِلْبَرَكَةِ»، وهذا من باب الذم على كثرة الحلف.

قوله: «الحَلِف» يعني اليمين، «مُنَفِّقَةٌ لِلسِّلْعَةِ» النِّفاق: معناه الخروج، فالحلف يُخْرِج السلعة من يد صاحبها قبل أن تبور؛ لأنه حين يحلف يثق به المشتري ويـأخذ سلعته ثقة بالحلف، فهو يتخذ اليمين لنَفاق السلع من عنده. هذا يدل على تهاونه باليمين.

قوله: «مُمْحِقَةٌ لِلْبَرَكَةِ» أي: إذا كان الحلف أدى إلى نفاد السلعة من عنده، وحصوله على مطلوبه من عدم فساد السلع، إلا أنه لا تحصل له بركة في ذلك الكسب، فيكون كسبه لا بركة فيه. وماذا يستفيد إذا لم يكن هناك بركة؟! فمهما زاد بيعه وكثر فإنه لن يستفيد شيئًا


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (1981)، ومسلم رقم (1606).