وجوزه
قوم، واحتجوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار: «قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ»
([1])، وهذا أصح من
الحديث الأول.
قال
هؤلاء: السيد أحد ما يضاف إليه، فلا يقال للتميمي: سيد كِنْدة، ولا يقال للمَلِك:
سيد البشر.
قال:
وعلى هذا فلا يجوز أن يطلق على الله هذا الاسم.
وفي
هذا نظر، فإن السيد إذا أطلق عليه تعالى فهو في منزلة المَلِك والمَوْلى والرب، لا
بمعنى الذي يطلق على المخلوق». انتهى.
قلت:
فقد صح عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال في معنى قول الله عز وجل: ﴿ٱللَّهُ
ٱلصَّمَدُ﴾: إنه السيد الذي كمل فيه جميع أنواع السؤدد ([2]). وقال أبو وائل:
هو السيد الذي انتهى سؤدده ([3]).
**********
قوله: «قُولُوا بِقَوْلِكُمْ» أي:
قولوا بقولكم المعتاد، ولا تقولوا: يا سيدنا، أو يا خيرنا، أو يا أفضلنا. بل
قولوا: يا رسول الله، يا نبي الله، يا أبا القاسم. وهذا الذي كان يُخاطَب به النبي
صلى الله عليه وسلم.
قوله: «وَلاَ يَسْتَهْوِيَنَّكُمُ
الشَّيْطَانُ» أي: لا يوقعكم في الهوى الذي يُضِل عن سبيل الله عز وجل. أو
يَستهوينكم: من الهُوِي، وهو: الوقوع في الهلاك.
أي: لا يوقعكم الشيطان في الضلال، أو يوقعكم في الهوى الذي يُضلكم عن سبيل الله عز وجل، فإن الشيطان يتدرج ببني آدم شيئًا فشيئًا إلى أن يهلكهم.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3043)، ومسلم رقم (1768).