أيها المسلمون: ومما يخل بالصلاة خللاً عظيمًا مسابقة الإمام في الركوع والسجود والخفض والرفع. قال الإمام أحمد: ليس لمن سبق الإمام صلاة؛ بذلك جاءت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين.
جاء الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أَمَا يَخَافُ الَّذِي يَرْفَعُ رَأْسَهُ قَبْلَ الإِْمَامِ أَنْ يُحَوِّلَ اللهُ رَأْسُهُ رَأْسَ حِمَارٍ» ([1]). وذلك لإساءته في صلاته لأنه لا صلاة له ولو كانت له صلاة لرجي له الثواب ولم يخف عليه العقاب أن يحول الله رأسه رأس حمار. قال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمنا صلاتنا وعلمنا ما نقول فيها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا قَرَأَ فَأَنْصِتُوا، وَإِذْ قَالَ: ﴿غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ﴾[الفاتحة: 7] فَقُولُوا: آمِينَ، يُجِبْكُمُ اللهُ. وَإِذَا كَبَّرَ وَرَكَعَ فَكَبِّرُوا وَارْكَعُوا؛ وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ وَقَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَارْفَعُوا رُؤُوسَكُمْ وَقُولُوا: اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، يَسْمَعِ اللهُ لَكُمْ، فَإِذَا كَبَّرَ وَسَجَدَ فَكَبِّرُوا وَاسْجُدُوا، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ وَكَبَّرَ فَارْفَعُوا وَكَبِّرُوا». قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تِلْكَ بِتِلْكَ» ([2]). قال الإمام أحمد: قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا» معناه أن تنتظروا الإمام حتى يُكَبِّر ويفرغ من تكبيره وينقطع صوته ثم تكبرون بعده، والناس يغلطون في هذه الأحاديث ويجهلونها، وكذلك بقية أفعال المأموم في الصلاة يجب أن تكون بعد نهاية فعل الإمام، لا تكون معه ولا قبله.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (691)، ومسلم رقم (427).