×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الأول

﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَوٰةِ مِن يَوۡمِ ٱلۡجُمُعَةِ فَٱسۡعَوۡاْ إِلَىٰ ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَذَرُواْ ٱلۡبَيۡعَۚ ذَٰلِكُمۡ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ [الجمعة: 9]، وذكر الله المأمور بالسعي إليه هو الخطبة والصلاة؛ ولهذا يشرع لمن حضر أن يتجه بسمعه وقلبه إلى الخطبة، ولا يعبث ولا يتكلم حال الخطبة؛ وذلك ليسمع ويستفيد. وكثير من الناس اليوم قد غلب عليهم الكسل أو عدم المبالاة فلا يأتون إلى المسجد إلا بعد انقضاء الخطبة أو فوات معظمها، فيفوتهم الثواب وتفوتهم الفائدة، وهذا حرمان عظيم.

واعلموا يا عباد الله أن من دخل والإمام يخطب فإنه لا يجوز له الجلوس حتى يصلي ركعتين خفيفتين؛ لقوله: «إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَقَدْ خَرَجَ الإِْمَامُ، فَلْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ» ([1])متفق عليه - وزاد مسلم: «وَلْيُوجِز فِيهِمَا» ([2]).

ومن خصائص يوم الجمعة: صلاة الجمعة التي هي من آكد فرائض الإسلام ومن أعظم مجامع المسلمين، ومن تركها تهاونًا بها طبع الله على قلبه، ومن صلاها وحافظ عليها كفرت عنه من الذنوب الصغائر ما بينها وبين الجمعة الأخرى، وأما الذنوب الكبائر فلا تكفر إلا بالتوبة منها. وهنا يغلط بعض الجهال حيث يستمع أن الجمعة تكفر ما بينها وبين الجمعة الأخرى، فيحافظ على صلاة الجمعة ويضيع بقية الصلوات الخمس فلا يصلي غير الجمعة، ظانًا أنها تكفيه عن بقية الصلوات، وهذا تحريف للكلم عن مواضعه، وإيمان ببعض الكتاب وكفر ببعضه؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم إنما ذكر أن الجمعة تكفر الذنوب الصغائر دون الكبائر


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (875).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (875).