×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الأول

 سوى الله ﴿وَلِلَّهِ ٱلۡعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِۦ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَلَٰكِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ لَا يَعۡلَمُونَ [المنافقون: 8]، ﴿وَأَنتُمُ ٱلۡأَعۡلَوۡنَ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ َ [آل عمران: 139]، ﴿إِنَّ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ يَهۡدِي لِلَّتِي هِيَ أَقۡوَمُ [الإسراء: 9].

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ثم إن الله شرع على لسان خاتم النبيين من الأعمال ما فيه صلاح الخلق، على أتم الوجوه، وهو الكمال المذكور في قوله تعالى: ﴿أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ [المائدة: 3]، ولهذا أنزل الله هذه الآية في أعظم أعياد الأمة الحنيفية، فإنه لا عيد أعظم من العيد الذي يجتمع فيه شرف المكان والزمان، وهو عيد النحر، ولا عين من أعيان هذا النوع أعظم من يوم كان قد أقامه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعامة المسلمين، وقد نفى الله الكفر وأهله، والشرائع هي غذاء القلوب وقوتها، كما قال ابن مسعود رضي الله عنه -ويروى مرفوعًا-: «إن كل آدبٍ يحب أن تؤتى مأدبته، وإن مأدبة الله هي القرآن».

ومن شأن الجسد إذا كان جائعًا، فأخذ من طعامٍ حاجته، استغنى عن طعامٍ آخر، فالعبد إذا أخذ من غير الأعمال المشروعة بعض حاجته، قلت رغبته في المشروع وانتفاعه به، بقدر ما اعتاض عنه من غيره بخلاف من صرف نهمته وهمته إلى المشروع، فإنه تعظم محبته له ومنفعته به، ويتم دينه به ويكمل إسلامه، ولهذا تجد مَنْ أكثر مِنْ سماع الأغاني تنقص رغبته في سماع القرآن، حتى ربما يكرهه، ومن أكثر من السفر إلى زيارة المشاهد ونحوها لا يبقى لحج البيت المحرم في قلبه من المحبة والتعظيم ما يكون في قلب من وسعته السنة، ومن أدمن على أخذ الحكمة والآداب من كلام حكماء فارس والروم، لا يبقى لحكمة الإسلام وآدابه في قلبه ذاك الموقع، ومن أدمن على قصص الملوك


الشرح