وشرع الاستغفار في
ختام المجالس، حيث أمر النبي صلى الله عليه وسلم عندما يقوم الإنسان من المجلس أن
يقول: «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ
إِلَيْكَ» ([1]) فإن كان مجلس خير
كان كالطابع عليه، وإن كان غير ذلك كان كفارة له.
وشرع الاستغفار في
ختام العمر، وفي حالة الكبر، فقد قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم عند
اقتراب أجله: بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿إِذَا جَآءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ وَٱلۡفَتۡحُ ١ وَرَأَيۡتَ ٱلنَّاسَ يَدۡخُلُونَ فِي دِينِ ٱللَّهِ أَفۡوَاجٗا ٢ فَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ
رَبِّكَ وَٱسۡتَغۡفِرۡهُۚ إِنَّهُۥ كَانَ تَوَّابَۢا ٣ ﴾[النصر: 1- 3]، فقد جعل الله فتح
مكة ودخول الناس في دين الله أفواجًا، علامة على قرب نهاية أجل النبي صلى الله
عليه وسلم، وأمره عند ذلك بالاستغفار.
فينبغي لكم -أيها المسلمون- ملازمة الاستغفار في كل وقت، والإكثار منه في هذه الأوقات والأحوال المذكورة، لتحوزوا هذه الفضائل، وتنالوا هذه الخيرات، فقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يكثر من الاستغفار؛ فقد روى الإمام أحمد وأصحاب السنن من حديث ابن عمر رضي الله عنهما: إِنَّنَا لَنَعُدُّ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَجْلِسِ الْوَاحِدِ مِائَةَ مَرَّةٍ يَقُولُ: «رَبِّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ» ([2])، وفي سنن ابن ماجه بسند جيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «طُوبَى لِمَنْ وَجَدَ فِي صَحِيفَتِهِ اسْتِغْفَارًا كَثِيرًا» ([3]).
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4857)، والترمذي رقم (3433)، والنسائي رقم (1344).